اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 362
و كان عثمان، (رحمه الله) قد كتب إلى من انتدب إلى الأندلس: «أما بعد: فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، و إنكم إن لم تفتحوها كنتم شركاء من يفتحها فى الأجر، و السلام».
و قال كعب: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها، يعرفون بنورهم يوم القيامة.
ذكر صلح النوبة
[1] قال ابن عبد الحكم [2]: ثم غزا عبد الله بن سعد بن أبى سرح الأساود و هم النوبة سنة إحدى و ثلاثين، فقاتلته النوبة قتالا شديدا، و أصيبت يومئذ عين معاوية بن حديج، و أبى شمر بن أبرهة، و حيويل بن ناشرة، فيومئذ سموا رماة الحدق، فهادنهم عبد الله بن سعد إذ لم يطقهم. و فى ذلك اليوم يقول بعض من حضره:
لم تر عينى مثل يوم دمقله* * * و الخيل تغدو بالدروع مثقله
قال: و كان الذي صولح عليه النوبة، فيما ذكر بعض المشايخ المصريين، ثلاثمائة رأس و ستين رأسا فى كل سنة. و يقال: بل على أربعمائة فى كل سنة، منها لفيء المسلمين ثلاثمائة و ستون، و لوالى البلد أربعون، منها، فيما زعم بعض المشايخ، سبعة عشر مرضعا. ثم انصرف عبد الله بن سعد عنهم.
قال: و ذكر بعض المتقدمين أنه وقف بالفسطاط فى بعض الدواوين، يعنى على عهد لهم قرأه قبل أن يحرق، فإذا هو يحفظ منه:
إنا عاهدناكم و عاقدناكم أو توفونا فى كل سنة ثلاثمائة رأس و ستين رأسا، و تدخلون بلادنا مجتازين غير مقيمين، و كذلك ندخل بلادكم، على أنكم إن قتلتم من المسلمين قتيلا فقد برئت منكم الهدنة، و إن آويتم للمسلمين عبدا فقد برئت منكم الهدنة، و عليكم رد أباق المسلمين و من لجأ إليكم من أهل الذمة.
و قال يزيد بن أبى حبيب: و ليس بينهم و بين أهل مصر عهد و لا ميثاق، و إنما هى هدنة أمان بعضنا من بعض.
قال ابن لهيعة: و أبو حبيب والد يزيد و اسمه سويد منهم.