responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 363

و قال الليث بن سعد و ذكر له قول مالك بن أنس: لا يشترى رقيق النوبة و لا يباعون.

فقال الليث: لا علم لمالك بهذا، نحن أعلم به منه، إنما صولحوا على أن نكف عنهم حربنا فقط، و على أنهم يعطونا منهم رقيقا فى كل سنة، و على أنا لا نمنع غزو غيرنا، فبذلك نشتريهم، إنما علينا الوفاء بأن لا نحاربهم فقط.

قال ابن عبد الحكم: و لم أر أحدا من أصحاب مالك يقول بقوله فى النوبة، و كلهم كان يشتريهم.

قال: و اجتمعت لعبد الله بن سعد البجة فى انصرافه من بلاد النوبة على شاطئ النيل، فسأل عنهم، فأخبر بشأنهم، فهان عليه أمرهم، فنفذ و تركهم، و لم يكن لهم عقد و لا صلح، و أول من صالحهم عبيد الله بن أبى الحبحاب.

ذكر البحر و الغزو فيه‌

ذكر الطبرى‌ [1] عن سيف عن أشياخه قالوا: ألح معاوية على عمر بن الخطاب فى غزو البحر و قرب الروم من حمص، و قال: إن قرية من قرى حمص ليسمع أهلها نباح كلابهم و صياح دجاجهم، حتى إذا كاد ذلك يأخذ بقلب عمر أحب أن يزود عنه، فكتب إلى عمرو بن العاص: صف لى البحر و راكبه، فإن نفسى تنازعنى إليه، و إنى أشتهى خلافها، فكتب إليه عمرو بن العاص: إنى رأيت خلقا كبيرا يركبه خلق صغير، إن سكن خوف القلوب و إن تحرك راع العقول، يزداد فيه اليقين قلة، و الشك كثرة، هم فيه كدود على عود، إن مال غرق و إن نحا فرق.

فلما جاءه كتاب عمرو كتب إلى معاوية: لا و الذي بعث محمدا بالحق بشيرا و نذيرا لا أحمل فيه مسلما أبدا.

و فى رواية أنه كتب إليه:

إنا قد سمعنا أن بحر الشام يشرف على أطول شي‌ء فى الأرض، يستأذن الله فى كل يوم و ليلة أن يفيض على الأرض فيغرقها، فكيف أحمل الجنود فى هذا البحر الكافر المستصعب؟ و الله لمسلم واحد أحب إلىّ مما حوت الروم فإياك أن تتعرض لى، و قد تقدمت إليك.


[1] انظر: تاريخ الرسل و الملوك للطبرى (4/ 258- 261).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست