responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 357

و ينتهبون ما مروا به، فلم يعرض لهم عمرو حتى بلغوا نقيوس‌ [1]، فلقوهم فى البر و البحر، فبدأت الروم و القبط فرموا بالنشاب فى الماء رميا شديدا، حتى أصاب النشاب يومئذ فرس عمرو فى لبته و هو فى البر، فعقر فنزل عنه، ثم خرجوا من البحر، فاجتمعوا هم و الذين فى البر فنصحوا المسلمين بالنشاب، فاستأخر المسلمون عنهم شيئا، و حملوا حملة ولى المسلمون منها، و انهزم شريك بن سمى فى خيله.

و كانت الروم قد جعلت صفوفا خلف صفوف، و برز يومئذ بطريق ممن جاء من أرض الروم على فرس له عليه سلاح مذهب، فدعا إلى البراز، فبرز إليه رجل من زبيد يقال له: حومل و يكنى أبا مذحج، فاقتتلا طويلا برمحين يتطاردان، ثم ألقى البطريق الرمح و أخذ السيف، و ألقى حومل رمحه و أخذ سيفه و كان يعرف بالنجدة، و جعل عمرو يصيح: أبا مذحج فيجيبه: لبيك، و الناس على شاطئ النيل فى البر على تعبئتهم و صفوفهم، فتجاولا ساعة بالسيفين، ثم حمل عليه البطريق فاحتمله و كان نحيفا، و يخترط حومل خنجرا كان فى منطقته أو فى ذراعه فيضرب به نحر العلج أو ترقوته، فأثبته و وقع عليه فأخذ سلبه، ثم مات حومل بعد ذلك بأيام، رحمة الله عليه، فرئى عمرو يحمل سريره بين عمودى نعشه حتى دفنه بالمقطم.

قال: ثم شد المسلمون عليهم فكانت هزيمتهم، و طلبهم المسلمون حتى ألحقوهم بالإسكندرية، ففتح الله عليهم و قتل منويل الخصى.

قال الهيثم بن زياد: و قتلهم عمرو بن العاص حتى أمعن فى مدينتهم، فكلم فى ذلك فأمر برفع السيف عنهم، و بنى فى ذلك الموضع مسجد، و هو الذي يقال له بالإسكندرية مسجد الرحمة، سمى بذلك لرفع عمرو السيف هنالك.

و كان عمرو حلف: لئن أظفره الله عليهم ليهدمن سورها حتى تكون مثل بيت الزانية يؤتى من كل مكان، فلما أظفره الله هدم سورها كله.

و جمع عمرو ما أصاب منهم، فجاءه من أهل تلك القرى من لم يكن نقض، فقالوا:

قد كنا على صلحنا، و مرّ علينا هؤلاء اللصوص فأخذوا متاعنا و دوابنا و هو قائم فى يديك، فرد عليهم عمرو ما كان لهم من متاع عرفوه و أقاموا عليه البينة.

و قال بعضهم لعمرو: ما حل لك ما صنعت بنا، و كان لنا عليك أن تقاتل عنا لأنا فى ذمتك و لم ننقض، فأما من نقض فأبعده الله. فندم عمرو و قال: يا ليتني كنت لقيتهم حين خرجوا من الإسكندرية.


[1] نقيوس: قرية كانت بين الفسطاط و الإسكندرية. انظر: معجم البلدان (5/ 303).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست