responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 319

مقام أهل قيسارية فيها، و هم عدو لكم، إلى جانبكم، و إنه لا يزال قيصر طامعا فى الشام ما بقى فيها أحد من أهل طاعته ممتنعا، و لو قد افتتحتموها قطع الله رجاءه من جميع الشام، و الله فاعل ذلك و صانع به للمسلمين، إن شاء الله تعالى.

فخرج يزيد، فعسكر بالمسلمين، و جاءه كتاب من عمر بنسخة واحدة إلى أمراء الأجناد:

أما بعد، فقد وليت يزيد بن أبى سفيان أجناد الشام كله، و أمرته أن يسير إلى قيسارية، فلا تعصوا له أمرا، و لا تخالفوا له رأيا، و السلام.

و كتب يزيد إلى أمراء الأجناد نسخة واحدة: أما بعد، فإنى قد ضربت على الناس بعثا، أريد أن أسير بهم إلى قيسارية، فاخرجوا من كل ثلاثة رجلا، و عجلوا إشخاصهم إلى إن شاء الله، و السلام.

فلم يمكث إلا قليلا حتى توافت عنده عساكر الأجناد كلها، فلما اجتمعوا عنده قام يزيد، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال:

أما بعد، فإن كتاب أمير المؤمنين عمر المبارك الفاروق، أتانى يحثنى على المسير إلى قيسارية، و أن أدعوهم إلى الإسلام، أو يدخلوا فيما دخل فيه أهل الكور من أهل الشام، فيؤدوا الجزية عن يد و هم صاغرون، فإن أبوا نزلت عليهم، فلم أزايلهم حتى أقتل مقاتلتهم، و أسبى ذراريهم، فسيروا رحمكم الله إليهم، فإنى أرجو أن يجمع الله لكم الغنيمة فى الدنيا و الأجر فى الآخرة.

ثم قال للناس: ارتحلوا، و وجه إلى حبيب بن مسلمة أن سر فى المقدمة، فقد جعلتك عليها، ثم امض حتى تنزل بأهل قيسارية، فإنى أسرع شي‌ء فى أثرك لحاقا بك.

فمضى حبيب فى جماعة عظيمة من المسلمين إلى قيسارية، و بها جموع من بطارقة الروم و فرسانهم و أشدائهم، و كل من كان كره الدخول فى دين الإسلام من النصارى، و من كان كره الجزية، و من بقى من أهل تلك المواطن التي كانوا يقاتلون المسلمين من الروم، فكانت بها جموع كثيرة، وحد وجد شديد، فلما أقبل حبيب فى المقدمة و دنا من الحصن، خرج إليه من قيسارية فرسان و رجال، فنضحوهم بالنشاب، و حملت خيلهم على المسلمين، فانحاز حبيب و خيله، حتى انتهى إلى يزيد، فنزل يزيد و جعل على ميمنته عبادة بن الصامت، و على الميسرة الضحاك بن قيس، و رد حبيبا على الخيل، و مشى يزيد

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست