responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 318

ثم قال لشداد بن أوس: قم يا شداد، فعظ الناس، و كان شداد مفوها قد أعطى لسانا و حكمة و فضلا و بيانا، فقام شداد، فحمد الله و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، راجعوا كتاب الله و إن تركه كثير من الناس، فإنكم لم تروا من الخير إلا أسبابه، و لا من الشر إلا أسبابه، و إن الله جمع الخير كله بحذافيره، فجعله فى الجنة، و جمع الشر كله بحذافيره، فجعله فى النار، ألا و إن الجنة حفت بالكره و الصبر، ألا و إن النار حفت بالهوى و الشهوة، ألا فمن كشف حجاب الكره و الصبر أشفى على الجنة، و من أشفى على الجنة كان من أهلها، ألا و من كشف حجاب الهوى و الشهوة أشفى على النار، و من أفى على النار كان من أهلها، ألا فاعملوا بالحق تنزلوا منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق.

و قام أبو الدرداء فى أهل دمشق خطيبا، فحمد الله و أثنى عليه، و صلى على نبيه (صلى اللّه عليه و سلم) ثم قال: أما بعد، يا أهل دمشق، فاسمعوا مقالة أخ لكم ناصح، ما بالكم تجمعون ما لا تأكلون، و تبنون ما لا تسكنون، و تأملون ما لا تدركون، و قد كان من قبلكم جمعوا كثيرا، و بنوا مشيدا، و أملوا بعيدا، و ماتوا قريبا، فأصبحت أموالهم بورا، و مساكنهم قبورا و آمالهم غرورا، ألا و إن عادا و ثمود و قد كانوا ملأوا ما بين بصرى و عدن أموالا و أولادا و نعما، فمن يشترى منى ما تركوا بدرهمين.

ذكر ما وعدنا به قبل من سياقة فتح قيسارية حيث ذكرها أصحاب فتوح الشام خلافا لما أوردناه قبل ذلك عن سيف بن عمر، مما لا يوافق هذا مساقا و لا زمانا، حسب ما يوقف عليه فى الموضعين إن شاء الله تعالى‌

ذكروا [1] أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، كتب إلى يزيد بن أبى سفيان بعد مهلك أبى عبيدة و معاذ بن جبل (رحمهما الله):

أما بعد، فقد وليتك أجناد الشام كله، و كتبت إليهم أن يسمعوا لك و يطيعوا، و أن لا يخالفوا لك أمرا، فاخرج، فعسكر بالمسلمين، ثم سر بهم إلى قيسارية، فانزل عليها، ثم لا تفارقها حتى يفتحها الله عليك، فإنه لا ينفعنى افتتاح ما افتتحتم من أرض الشام مع‌


[1] انظر: تاريخ فتوح الشام (276- 283).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست