responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 258

ثم نادى فى المسلمين: أن ارتحلوا إلى إيلياء، فسار نحوا من ميلين قبل أرض إيلياء، ثم نزل و عسكر، و قال لأهل الأردن: أخرجوا إلينا الأسواق، و نادى مناديه: برئت الذمة من رجل من أهل الصلح لم يخرج بسلاحه حتى يحضر معنا معسكرنا و ينتظر ما نأمر به من أمرنا، فاجتمع أهل الصلح كلهم إليه، و خرجوا بعدتهم و سلاحهم، فقدمهم مع ابنه عبد الله فى خمسمائة من المسلمين، و أمره أن يعسكر بهم، ففعل.

و إنما أراد أن يشغل أهل الأردن عن الإرجاف، و أن يبلغ أهل إيلياء أنه يريد المسير إليهم و النزول بهم، فيرعب قلوبهم و يشغلهم فى أنفسهم و حصونهم عن الغارة عليهم.

فخرج التجار من أهل الأردن و من كان فيها من أهل إيلياء عند حميم أو ذوى قرابة فلحقوا بإيلياء فقالوا لهم: هذا عمرو بن العاص قد أقبل نحوكم بالناس، فاجتمعوا من كل مكان، و تراسلوا، و جعلوا لا يجيئهم أحد من قبل الأردن إلا أخبرهم بمعسكره، فأيقنوا أنه يريدهم، فكانوا من ذلك فى هول شديد، و زادهم خوفا و وجلا كتاب كتبه إليهم عمرو بن العاص مضمنه: بسم الله الرحمن الرحيم، من عمرو بن العاص إلى بطارقة أهل إيلياء، سلام على من اتبع الهدى و آمن بالله الذي لا إله إلا هو، و بنبوة محمد (صلى اللّه عليه و سلم) أما بعد: فإنا نثنى على ربنا خيرا، و نحمده حمدا كثيرا، كما رحمنا بنبيه و شرفنا برسالته و أكرمنا بدينه، و أعزنا بطاعته، و أيدنا بتوحيده، فلسنا و الحمد لله نجعل له ندا و لا نتخذ من دونه إلها، لقد قلنا إذا شططا، و الحمد لله الذي جعلكم شيعا و جعلكم فى دينكم أحزابا، كل حزب بما لديهم فرحون، فمنكم من يزعم أن لله ولدا، و منكم من يزعم أن الله ثانى اثنين، و منكم من يزعم أن الله ثالث ثلاثة، فبعدا لمن أشرك بالله و سحقا، و تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، و الحمد لله الذي قتل بطارقتكم، و سلب عزكم، و طرد من هذه البلاد ملوككم، و أورثنا أرضكم و دياركم و أموالكم، و أذلكم بكفركم بالله و شرككم به و ترككم ما دعوناكم إليه من الإيمان بالله و برسوله، فأعقبكم الله لباس الخوف و الجوع و نقصا فى الأموال و الأنفس، و ما الله بظلام للعبيد.

فإذا بلغكم كتابى هذا، فأسلموا تسلموا، و إلا فأقبلوا إلىّ حتى أكتب لكم أمانا على دمائكم و أموالكم، و أعقد لكم عقدا على أن تؤدوا إلىّ الجزية عن يد و أنتم صاغرون، و إلا فو الله الذي لا إله إلا هو لأرمينكم بالخيل بعد الخيل و بالرجال بعد الرجال، ثم لا أقلع عنكم حتى أقتل المقاتلة و أسبى الذرية، و حتى تكونوا كأمة كانت فأصبحت كأنها لم تكن.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست