responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 257

فكتب إليه أبو عبيدة: أما بعد، فقد قدم علينا عبد الله بن عمرو بكتابك تذكر فيه إرجاف المرجفين و استعدادهم لك، و جرأتهم عليك للذى بلغهم من انصرافنا عن الروم و ما خلينا لهم من الأرض، و أن ذلك و الحمد لله لم يكن من المسلمين عن ضعف من بصائرهم، و لا وهن عن عدوهم، و لكنه كان رأيا من جماعتهم كادوا به عدوهم ليخرجوهم من مدائنهم و حصونهم و قلاعهم و ليجتمع بعض المسلمين إلى بعض و ينتظروا قدوم أمدادهم، ثم يناهضونهم إن شاء الله، و قد اجتمعت خيلهم و تتامت فرسانهم، فعند ذلك فارتقب نصر الله أولياءه، و إنجاز موعوده، و إعزاز دينه، و إذلاله المشركين حتى لا يمنع أحد منهم أمه و لا حليلته و لا نفسه، حتى يتوقلوا فى شعف الجبال، و يعجزوا عن منع الحصون و يجنحوا للسلم، و يلتمسوا الصلح، سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الأحزاب: 62].

ثم أعلم من قبلك من المسلمين أنى قادم عليهم بجماعة أهل الإسلام إن شاء الله، فليحسنوا بالله الظن و لا يجدن عدوكم فيكم ضعفا و لا و هنا، و لا تؤبسوا منكم رعبا فيطمعوا فيكم و يجترئوا عليكم، أعزنا الله و إياكم بنصره، و عمنا بعافيته و عفوه، و السلام عليك.

و قال لعبد الله بن عمرو: اقرأ على أبيك السلام، و أخبره أنى فى أثرك، و أعلم بذلك المسلمين و كن يا عبد الله بن عمرو ممن يشد الله به ظهور المسلمين و يستأنسون به، فإنك رجل من الصحابة، و قد جعل الله للصحابة فضلا على غيرهم من المسلمين، بصحبتهم رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و لا تتكل على أبيك، و كن أنت فى جانب تحرض المسلمين و تمنيهم النصر، و تأمرهم بالصبر، و يكون أبوك يفعل ذلك فى جانب آخر.

فقال: إنى أرجو أن يبلغك عنى إن شاء الله من ذلك ما تسر به، ثم خرج حتى قدم على أبيه بكتاب أبى عبيدة، فقرأه أبوه على الناس، ثم قال: أما بعد، فقد برئت ذمة الله من رجل من أهل عهدنا من أهل الأردن ثقف رجلا [1] من أهل إيلياء [2] فلم يأتنا به، ألا و لا يبقين رجل من أهل عهدنا إلا تهيأ و استعد ليسير معى إلى أهل إيلياء، فإنى أريد السير إليهم و النزول بساحتهم، ثم لا أزايلهم حتى أقتل مقالتهم و أسبى ذراريهم، أو يؤدوا الجزية عن يد و هم صاغرون.


[1] ثقف رجل: أى صفر به.

[2] إيلياء: و يقال أيليا بفتح الهمزة، مدينة بالشام و هى بيت المقدس، و هى مدينة قديمة جليلة على جبل يصعد إليها من كل جانب. انظر: الروض المعطار (68)، نزهة المشتاق (216).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست