responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 227

القين، و جاءت لخم و جذام و عاملة و غسان، و قبائل من قضاعة، فدخلوا مع المسلمين، و أخذ أهل البلد من النصارى يراسلون المسلمين، فيقدمون رجلا و يؤخرون أخرى، و يقولون: أنتم أحب إلينا من الروم و إن كنتم على غير ديننا، أنتم أوفى لنا و أرأف بنا و أكف عن ظلمنا، و لكنهم غلبونا على أمرنا، فيقول لهم المسلمون: إن هذا ليس بنافعكم عندنا ما لم تعتقدوا منا الذمة، و إنا إن ظهرنا عليكم كان لنا أن نسبيكم و نستعبدكم، و إن اعتقدتم منا الذمة سلمتم من ذلك، فكانوا يتربصون و ينتظرون ما يكون من أمر قيصر، و قد بلغهم أنه بعث إلى أقاصى بلاده، و إلى كل من كان دينه ممن حوله، و أنهم فى كل يوم يقدمون عليه و يسقطون إليه، فهم ينتظرون ما يكون منه، و هم مع ذلك بموضعهم بين الثلاثين ألفا و الأربعين ألفا [1].

و كان المسلمون حيث نزلوا بهم ليس شي‌ء أحب إليهم من معاجلتهم، و كانوا هم ليس شي‌ء أحب إليهم من مطاولة المسلمين رجاء المدد من صاحبهم، و لأن المسلمين ليسوا فى مثل ما الروم فيه من الخصب و الكفاية.

و أقبلت الروم يبثقون المياه بينهم و بين المسلمين ليطاولوهم، و أقبل المسلمون يخوضون إليهم الماء و يمشون فى الوحل، فلما رأى ذلك الروم، و أنه لا يمنعهم منهم شي‌ء خرجوا فعسكروا و تيسروا للقتال، و وطنوا أنفسهم عليه، و كانوا كل يوم فى زيادة من الأمداد الواصلة إليهم.

فأمر أبو عبيدة المسلمين حيث بلغه ذلك أن يغيروا عليهم و على ما حولهم من القرى و السواد و الرساتيق، ففعلوا، و قطعوا بذلك المادة و الميرة.

فلما رأى ذلك ابن الجعد أتى أبا عبيدة فصالحه على سواد الأردن، و كتب له كتابا.

و كان صفوان بن المعطل، و معن بن يزيد بن الأخنس السليمان قد خرجا فى خيل لهما فأغارا، فغنما، فلما انصرفا عرضت لهم الروم فقاتلوهم، و إنما كان المسلمون فى نحو من مائة رجل و الروم فى خمسة آلاف مع درنجار عظيم منهم، فطاردوهم و صبروا لهم، و احتسبوا فى قتالهم، ثم إن الروم غلبوهم على غنيمتهم. و جاء حابس بن سعد الطائى فى نحو من مائة رجل، فحمل عليهم فزالوا غير بعيد، ثم حملوا عليه فردوه و أصحابه حتى ألحقوهم بالمسلمين، ثم انصرفوا و قد بغوا، و هم يعدون هذا ظفرا، و لم يقتلوا أحدا، و لم يهزموا جمعا، فلما انصرفوا إلى عسكرهم أرسلوا إلى أبى عبيدة: أن‌


[1] انظر هذا الخبر و ما بعده فى: تاريخ فتوح الشام للأزدى (ص 111- 130).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست