اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 226
شرحبيل فى ألفين و ثمانمائة، فقدم على عمرو، و عمرو فى ألفين و خمسمائة.
و قال أبو عبيدة لخالد: ما لهذا الجيش النازل ببعلبك إلا أنا و أنت أو يزيد. فقال له خالد: لا، بل أنا أسير إليهم. فقال: أنت لهم.
فبعثه أبو عبيدة فى خمسة آلاف فارس، و خرج معه يشيعه، فسار معه قليلا، فقال له خالد: ارجع رحمك الله، إلى عسكرك، فقال له: يا خالد، أوصيك بتقوى الله، و إذا أنت لقيت القوم فلا تناظرهم و لا تطاولهم فى حصونهم، و لا تذرهم يأكلون و يشربون و ينتظرون أن تأتيهم أمدادهم، و إذا لقيتهم فقاتلهم، فإنك إن هزمتهم انقطع رجاؤهم، و إن احتجت إلى مدد فأعلمنى حتى يأتيك من المدد حاجتك، و إن احتجت أن آتيك بنفسى أتيتك إن شاء الله. ثم أخذ بيده فودعه، ثم انصرف عنه.
و يجىء رسول قيصر إلى الذين ببعلبك، فأمرهم باللحاق بأولئك الذين اجتمعوا ببيسان، فخرجوا إليهم، و أخرجوا معهم ناسا كثيرا من أهل بعلبك، و أتاهم ناس كثير من أهل حمص غضبا لدينهم و شفقا من أن تفتح مدينتهم كما فتحت دمشق، فخرجوا و هم أكثر من عشرين ألفا متوجهين إلى الجمع الذي ببيسان منهم، و جاء خالد حتى انتهى إلى بعلبك، فأخبر الخبر، فأغاز على نواحى بعلبك، فقتل و سبى و استاق من المغانم شيئا كثيرا، و أقبل راجعا إلى أبى عبيدة فأخبره، و اجتمع رأيهم على أن يسير أبو عبيدة بجماعة الناس إلى ذلك الجمع من الروم، فقدم خالد فى ألف و خمسمائة، فارس أمامهم، و أمرهم، و أمره بالإسراع إلى عمرو و أصحابه ليشد الله بهم ظهورهم، و ليرى الروم أن المسلمين قد أتوهم، فأقبل خالد مسرعا فى آثار الروم فلحقهم و قد دخل أوائلهم عسكرهم، فحمل على أخرياتهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة، و أصاب كثيرا من أثقالهم، و أفلت من أفلت منهم منهزمين حتى دخلوا عسكرهم، و جاء خالد فى خيله حتى نزل قريبا من عمرو، ففرح المسلمون بهم، و كان عمرو يصلى بأصحابه الذين كانوا معه، و خالد يصلى بأصحاب الخيل التي أقبل فيها.
وقعة فحل حسبما فى كتب فتوح الشام
[1] قالوا: فلما بلغ الروم أن أبا عبيدة قد أقبل إليهم تحولوا إلى فحل فنزلوا بها، و جاء المسلمون بأجمعهم حتى نزلوا بهم، و خرج علقمة بن الأرث فجمع من أطاعه من بنى