responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 19

فأسلم تسلم و يستعملك على قومك، و لا تدخل عليك الخيل و الرجال. قال: دعنى يومى هذا و ارجع إلى غدا.

فرجعت إلى أخيه، قال: يا عمرو، إنى لأرجو أن يسلم إن لم يضن بملكه حتى إذا كان الغد أتيت إليه، فأبى أن يأذن لى، فانصرفت إلى أخيه، فأخبرته أنى لم أصل إليه، فأوصلنى إليه. فقال: إنى فكرت فيما دعوتنى إليه، فإذا أنا أضعف العرب إن ملكت رجلا ما فى يدى و هو لا تبلغ خيله هاهنا، و إن بلغت خيله ألفت قتالا ليس كقتال من لاقى. قلت: فأنا خارج غدا، فلما أيقن بمخرجى خلا به أخوه، فقال: ما نحن فيما قد ظهر عليه، و كل من أرسل إليه قد أجابه، فأصبح، فأرسل إلى، فأجاب إلى الإسلام هو و أخوه جميعا، و صدقا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و خليا بينى و بين الصدقة، و بين الحكم فيما بينهم، و كانا لى عونا على من خالفنى‌ [1].

و فى حديث غير الواقدى أن عمرا قال له فيما دار بينهما من الكلام: إنك و إن كنت منا بعيدا فإنك من الله غير بعيد، إن الذي تفرد بخلقك أهل أن تفرده بعبادتك، و أن لا تشرك به من لم يشركه فيك، و أعلم أنه يميتك الذي أحياك، و يعيدك الذي أبدأك، فانظر فى هذا النبيّ الأمى الذي جاءنا بالدنيا و الآخرة، فإن كان يريد به أجرا فامنعه، أو يميل به هوى فدعه، ثم انظر فيما يجى‌ء به، هل يشبه ما يجى‌ء به الناس؟ فإن كان يشبهه فسله العيان و تخير عليه فى الخبر، و إن كان لا يشبهه فاقبل ما قال، و خف ما وعد.

قال ابن الجلندى: إنه و الله لقد دلنى على هذا النبيّ الأمى أنه لا يأمر بخير إلا كان أول من أخذ به، و لا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، و أنه يغلب فلا يبطر، و يغلب فلا يضجر، و أنه يفى بالعهد، و ينجز الموعود، و أنه لا يزال سر قد اطلع عليه يساوى فيه أهله، و أشهد أنه نبى.

كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إلى هوذة بن على مع سليط بن عمرو العامرى، و ما كان من خبره معه‌ [2]

و لما بعث رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) رسله إلى الملوك يدعوهم إلى الله، بعث سليط بن عمرو إلى‌


[1] انظر التخريج السابق.

[2] راجع: تاريخ الطبرى (3/ 644، 645)، المصباح المضي‌ء لابن حديدة (2/ 354، 359)، تاريخ اليعقوبى (2/ 78).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست