responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 167

أحدثت نفسك أن تبعث إلى الشام جندا؟ قال: نعم، قد حدثت نفسى بذلك و لم أطلع عليه أحدا، و ما سألتنى إلا لشى‌ء. قال: أجل، إنى رأيت فيما يرى النائم كأنك تمشى فى ناس من المسلمين فوق حرشفة من الجبل، فأقبلت تمشى معهم حتى صعدت قلة فى أعاليه، فأشرفت على الناس و معك أصحابك أولئك، ثم هبطت من تلك القلة إلى أرض سهلة دمثة، فيها الزروع و العيون و القرى و الحصون، فقلت: يا للمسلمين! شنوا الغار على المشركين، فأنا ضامن لكم بالفتح و الغنيمة!.

فشد المسلمون و أنا فيهم و معى راية، فتوجهت بها إلى قرية فسألونى الأمان فأمنتهم، ثم جئت فأجدك قد انتهيت إلى حصن عظيم، ففتح لك، و ألقوا إليك السلم، و وضع لك عريش فجلست عليه، ثم قال لك قائل: يفتح عليك و تنصر فاشكر ربك و اعمل بطاعته، ثم قرأ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً [النصر: 1، 4].

ثم انتهيت، فقال له أبو بكر رضى الله عنه: نامت عينك، ثم دمعت عينا أبى بكر رضى الله عنه، فقال: أما الحرشفة التي كنا نمشى عليها حتى صعدنا منها إلى القلة لعالية فأشرفنا منها على الناس فإنا نكابد من أمر هذا الجند مشقة و يكابدونها ثم نعلو بعد و يعلو أمرنا، و أما نزولنا من القلة إلى الأرض السهلة الدمثة و ما فيها من الزروع و العيون و القرى و الحصون فإنا ننزل إلى أمر أسهل مما كنا فيه، فيه الخصب و المعاش، و أما قولى للمسلمين: شنوا عليهم الغارة، فإنى ضامن لكم بالفتح و الغنيمة، فإن ذلك توجيهى للمسلمين إلى بلاد المشركين و احتثاثى إياهم على الجهاد، و أما الراية التي كانت معك فتوجهت بها إلى قرية من قراهم فدخلتها فاستأمنوك فأمنتهم فإنك تكون أحد أمراء المسلمين و يفتح الله على يديك، و أما الحصن الذي فتح لنا فهو ذلك الوجه، يفتحه الله علىّ، و أما العريش الذي رأيتنى عليه جالسا، فإن الله يرفعنى و يضع المشركين، و أما الذي أمرنى بالعمل و بالطاعة و قرأ علىّ السورة فإنه نعى إلىّ نفسى، إن هذه السورة حين أنزلت على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، علم أن نفسه قد نعيت إليه، ثم سألت عينا أبى بكر، فقال: لآمرن بالمعروف و لأنهين عن المنكر و لأجاهدن من ترك أمر الله و لأجهزن الجنود إلى العادلين بالله فى مشارق الأرض و مغاربها حتى يقولوا: الله أحد، الله أحد، أو يؤدوا الجزية عن يد و هم صاغرون، أمر الله و سنة رسوله (صلى اللّه عليه و سلم)، فإذا توفانى الله لم يجدنى وانيا، و لا فى ثواب المجاهدين فيه زاهدا، ثم إنه عند ذلك أمر الأمراء، و بعث إلى الشام البعوث.

و عن عبد الله بن أبى أوفى الخزاعى، و كانت له صحبة، قال: لما أراد أبو بكر أن‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست