responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 16

ساوى‌ [1]، و كتب إليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، فكتب يعنى المنذر إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): أما بعد، يا رسول الله، فإنى قرأت كتابك على أهل هجر، فمنهم من أحب الإسلام، و أعجبه، و دخل فيه، و منهم من كرهه، و بأرضى مجوس و يهود، فأحدث إلى فى ذلك أمرك».

فكتب إليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى المنذر ابن ساوى، سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، و أشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا عبده و رسوله. أما بعد، فإنى أذكرك الله عز و جل فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، و إنه من يطع رسلى و يتبع أمرهم فقد أطاعنى، و من نصح لهم فقد نصح لى، و إن رسلى قد أثنوا عليك خيرا، و إنى قد شفعتك فى قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، و عفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم، و إنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك، و من أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية» [2].

و ذكر غير الواقدى أن العلاء بن الحضرمى لما قدم على المنذر بن ساوى قال له: يا منذر، إنك عظيم العقل فى الدنيا، فلا تصغرن من الآخرة، إن هذه المجوسية شردين، ليس فيها تكرم العرب، و لا علم أهل الكتاب، ينكحون ما يستحى من نكاحه، و يأكلون ما يتكرم عن أكله، و يعبدون فى الدنيا نارا تأكلهم يوم القيامة، و لست بعديم عقل و لا أرى، فانظر: هل ينبغى لمن لا يكذب أن تصدقه، و لمن لا يخون أن تأتمنه، و لمن لا يخلف أن تثق به، فإن كان هذا هكذا فهو هذا النبيّ الأمى الذي و الله لا يستطيع ذو عقل أن يقول: ليت ما أمر به نهى عنه، أو ما نهى عنه أمر به أو ليته زاد فى عفوه أو نقص من عقابه، إن كل ذلك منه على أمنية أهل العقل و فكر أهل البصر.

فقال المنذر: قد نظرت فى هذا الذي فى يدى فوجدته للدنيا دون الآخرة، و نظرت فى دينكم فوجدته للآخرة و الدنيا، فما يمنعنى من قبول دين فيه أمنية الحياة و راحة الموت، و لقد عجبت أمس ممن يقبله، و عجبت اليوم ممن يدره، و إن من إعظام ما جاء به أن يعظم رسوله، و سأنظر.

و ذكر ابن إسحاق و الواقدى و سيف و الطبرى و غيرهم أن المنذر لما وصله العلاء


[1] انظر ترجمته فى: الاستيعاب الترجمة رقم (2515)، الإصابة الترجمة رقم (8234)، أسد الغابة الترجمة رقم (5106).

[2] انظر التخريج السابق.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست