responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 285
ابن عبيد[1]، ورُويت عن أبي عمرو: "ويتوبَ اللهُ"[2] بالنصب.
قال أبو الفتح: إذا نَصب فالتوبة داخلة في جواب الشرط معنى، وإذا رفع كقراءة الجماعة فقال: {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} فهو استئناف؛ وذلك أن قوله: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} فهو كقولك: إن تزرني أُحسن إليك وأُعطيَ زيدًا درهمًا، فتنصبه على إضمار أن؛ أي: إن تزرني أجمع بين الإحسان إليك والإعطاء لزيد.
والوجه قراءة الجماعة على الاستئناف؛ لأنه تم الكلام على قوله تعالى: {وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} ، ثم استأنف فقال: {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ} ، فالتوبة منه سبحانه على من يشاء ليست مسببة عن قتالهم، هذا هو الظاهر؛ لأن هذه حال موجودة من الله تعالى قاتَلوهم أو لم يقاتلوهم، فلا وجه لتعليقها بقاتِلوهم، فإن ذهبتَ تعلِّق هذه التوبة بقتالهم إياهم كان فيه ضرب من التعسف بالمعنى.
ومن ذلك قراءة ابن الزبير[3] وأبي وجزة[4] السعدي ومحمد بن علي وأبي جعفر القاري[5]: "أَجَعَلْتُمْ سُقَاةَ الْحَاجِّ وَعَمَرَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ"[6] وقرأ: "سُقَايَةَ الْحَاجِّ وَعَمَرَةَ الْمَسْجِدِ" الضحاك[7].

[1] هو عمرو بن عبيد بن باب، أبو عثمان البصري. روى الحروف عن الحسن البصري وسمع منه، وروى عنه الحروف بشار بن أيوب الناقد. مات في ذي الحجة سنة 144. طبقات ابن الجزري: 1/ 602.
[2] سورة التوبة: 15.
[3] هو عبد الله بن الزبير بن العوام، أبو بكر القرشي الأسدي الصحابي بن الصحابي -رضي الله عنهما- قال الداني: وردت الرواية عنه في حروف القرآن. هاجرت أمه وهو حمل في بطنها، فكان أول مولود ولد بالمدينة من المهاجرين. ولد في السنة الثانية، وقُتل في جمادى الأولى سنة 73. طبقات ابن الجزري: 1/ 419.
[4] هو يزيد بن عبيد أبو وجزة السعدي المدني. وردت عنه الرواية في حروف القرآن. روى الحروف عنه محمد بن يحيى بن قيس ومحمد بن إسحاق، وروى عنه هشام بن عروة. توفي سنة 130. طبقات ابن الجزري: 2/ 382.
[5] هو يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور كبير القدر، ويقال: اسمه جندب بن فيروز، وقيل: فيروز. عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وروى عنهم. وروى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وغيرهم. طبقات ابن الجزري: 2/ 382.
[6] سورة التوبة: 19.
[7] هو الضحاك بن مزاحم، أبو القاسم، ويقال: أبو محمد الهلالي، تابعي وردت عنه الرواية في حروف القرآن. سمع سعيد بن جبير. توفي سنة 105. طبقات ابن الجزري: 1/ 337.
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست