responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 284
وديباج فيمن قال: دبايبج، وشيراز[1] فيمن قال: شراريز. وقد جاء مع الفتحة استثقالًا للتضعيف وحده. قال سعد بن قُرْط يهجو أمه:
يا ليتما أُمُّنَا شالت نَعامتُها ... أيما إلى جنة أيما إلى نار2
وروينا عن قطرب "68ظ":
لا تفسدوا آبَالَكم ... أَيْمَا لنا أَيْمَا لكم3
وقال عمر بن أبي ربيعة:
رأيت رجلًا أيما إذا الشمس عارضت ... فيَضْحَى وأيما بالعشي فيَخصر4
وقد قلبوا الثاني منهما فقالوا في أمللت: أمليت، وفي أَمَلُّ: أَمْلَى أنا. وحدثنا أبو علي أن أحمد بن يحيى حكى عنهم: لا وَرَبْيِك لا أَفعل؛ أي: لا ورَبِّك، فكذا تكون قراءة عكرمة "إيلًا ولا ذمةً" يريد "إلا"، وأبدل الحرف الأول ياء لما ذكرناه.
وقد يجوز أن يكون فِعْلًا من أُلْتُ الشيء إذا سُسْته أُءُوله إيالة، إلا أنه قلب الواو ياء لسكونها والكسرة قبلها.
ومن ذلك قراءة الأعرج[5] وابن أبي إسحاق[6] وعيسى الثقفي[7] وعمرو

[1] الشيراز: اللبن الرائب المستخرج ماؤه.
2 كان قرط قد تزوج امرأة نهته أمه عنها، فقالت أمه في ذلك شعرًا، وقال هو أبياتًا يجيبها بها، منها بيت الشاهد. النعامة: قيل: باطن القدم، وقيل: عظم الساق. وقولهم: شالت نعامته، كناية عن الموت؛ فإن من مات ارتفعت رجلاه وانتكس رأسه وظهرت نعامة قدمه شائلة، وقيل: معناه ارتفعت جنازته، وأيما بالفتح أصلها أما المفتوحة لغة في المكسورة، وأيما أصلها إما بالكسر لكن كثر استعمال أيما بالفتح، شرح التبريزي للحماسة: 4/ 175، والخزانة: 4/ 431.
3 الخزانة: 4/ 432.
4 عارضت: اعترضت في أفق السماء وارتفعت. ويضحى: يبرز للشمس. ويخصر: يؤلمه البرد في أطرافه. الديوان: 183.
[5] هو عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أبو داود المدني، تابعي جليل. أخذ القراءة عرضًا عن أبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. ومعظم روايته عن أبي هريرة. وروى القراءة عنه عرضًا نافع بن أبي نعيم، وروى عنه الحروف أسيد بن أسيد. نزل إلى الإسكندرية فمات بها 117، وقيل: سنة 119. طبقات ابن الجزري: 1/ 381.
[6] هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي النحوي البصري. أخذ القراءة عرضًا عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم. وروى القراءة عنه عيسى بن عمر الثقفي وأبو عمرو بن العلاء وهارون بن موسى. توفي سنة 129، وقيل: سنة 117، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. طبقات ابن الجزري: 1/ 410.
[7] هو عيسى بن عمر، أبو عمر الثقفي النحوي البصري. عرض القرآن على عبد الله بن أبي إسحاق وعاصم الجحدري. وروى القراءة عنه أحمد بن موسى اللؤلئي وهارون بن موسى وسهل بن يوسف وغيرهم. ومات سنة 149. طبقات ابن الجزري: 1/ 613.
اسم الکتاب : المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست