اسم الکتاب : أسباب نزول القرآن المؤلف : ابي حسن الواحدي الجزء : 1 صفحة : 503
قال : بمُشْط ومُشَاطَةٍ. قال : وأيْنَ هو؟ قال : في جُفِّ طَلْعَةٍ تحت
راعُوفَةٍ في بئر ذَرْوَانَ.
و «الجُفُّ» :
قشرُ الطَّلْع. و «الرَّعُوفَةُ» : حجرٌ في أسفل البئر ، يقومُ عليه الماتِحُ.
فانتبَهَ رسولُ
الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا عائشةُ! أما شَعَرْتِ أن الله أخبرني بدائي؟!
ثم بعث عليا والزُّبيرَ وعَمَّار بن ياسِرٍ ، فنَزَحوا ماء تلك البِئرِ كأنه
نُقاعةُ الحِنَّاءِ ، ثم رفعوا الصخرةَ وأخْرجوا الجُفَّ ، فإذا فيه مُشاطَةُ
رأسِه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأسنانُ مُشْطِه ، وإذا [فيه] وَتَرٌ معقودٌ فيه إحدى
عشرة عُقْدةً مغروزة بالإبَر.
فأَنزل الله
تعالى سورتَيْ المُعَوِّذَتَيْنَ. فجعَل كلَّما قرأ آية انحلَّتْ عُقدةٌ ، ووجَد
رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم خِفَّةً ، حتى انحلَّتْ العُقدةُ الْأخيرة ، فقام
كأنَّما أُنْشِطَ من عِقَالٍ. وجعل جبريلُ ـ عليهالسلام ـ يقول : بسم الله أَرْقيك ، من كل شيء يُؤْذِيك ، ومن
حاسدٍ وعينٍ اللهُ يَشفيك!.
فقالوا : يا
رسولَ الله! أفلا نؤُم الخبيث؟! فنقتله؟! فقال : أما أنا فقد شفاني الله وأكرهُ أن
أثيرَ على الناس شرَّاً.
[فهذا من حِلم
رسولِ الله صلىاللهعليهوسلم].
[٨٨٣] أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، أخبرنا أبو عَمرو محمدُ بن أحمدَ الحِيرِيُّ
، أخبرنا أحمد بن عليّ المَوْصِليُّ ، أخبرنا مجاهد بن موسى ، أخبرنا أبو أسَامةَ
عن هشام بن عُرْوةَ : عن أبيه ، عن عائشةَ ـ رضياللهعنها ـ قالت :
سُحَرِ النبيُّ
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه أنه فَعَل الشيء ، وما
فَعَل. حتى إذا