responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 142

أُنْثى) قال في الكشاف : لفظة «ما» في (ما تَحْمِلُ) و (ما تَغِيضُ) و (ما تَزْدادُ) إما أن تكون مصدرية والمعنى يعلم حمل كل أنثى ويعلم غيض الأرحام وازديادها أو غيوض ما فيها وزيادته على أن الفعلين غير متعديين فأسند الفعل إلى الأرحام وهو لما فيها. والازدياد «افتعال» من زاد فأبدلت التاء دالا ، وإنه يتعدى ولا يتعدى كثلاثيه. أو موصولة والمراد يعلم ما تحمله من الولد ذكورته وأنوثته وتخاطيط أعضائه وسائر أحواله من السعادة وضدها ومن العلم وضده إلى غير ذلك ، ويعلم ما تغيضه الأرحام أي تنقصه كقوله : (وَغِيضَ الْماءُ) [هود : ٤٤] وما تزداده من العدد فقد يكون واحدا وأكثر ، ومن الخلقة فقد يكون تاما أو مخدجا ، ومن المدة فقد يكون أقل من تسعة أشهر أو أزيد إلى سنتين عند أبي حنيفة ، وإلى أربع عند الشافعي ، وإلى خمس عند مالك ، ومن دم الحيض. قال ابن عباس : كلما سال الحيض يوما زاد في مدة الحمل يوما ليحصل الجبر ويعتدل الأمر. ثم بين كمال علمه ونفاذ أمره بقوله : (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) واحد لا يتجاوزه في طرفي التفريط والإفراط ، والمراد بالعندية العلم كما يقال : هذه المسألة عند الشافعي كذا. وذلك أنه سبحانه خصص كل حادث بوقت معين وحالة معينة حسب مشيئته الأزلية وإرادته السرمدية. وقال حكماء الإسلام : وضع أسبابا كلية وأودع فيها قوى وخواص وحرك الأجرام بحيث يلزم من حركاتها المقدرة بالمقادير المخصوصة أحوال جزئية معينة ومناسبات معلومة مقدّرة ، ومن جملتها أفعال العباد وأحوالهم وخواطرهم ولذلك ختم الآية بقوله : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي هو عالم بما غاب عن الحس وبما حضر له ، أو بما غاب عن الخلق وبما شهدوه أو بالمعدومات وبالموجودات (الْكَبِيرُ) في ذاته لا بحسب الحجمية بل بالرتبة والشرف لأنه أجل الموجودات (الْمُتَعالِ) المنزه عن كل ما يجوز عليه في ذاته في صفاته وفي أفعاله.

ثم زاد في التأكيد فقال : (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) أي مستوفى علمه هذان لأنه يعلم السر كما يعلم الجهر لا يتفاوت في علمه أحد الحالين (وَ) سواء عنده (مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ) على أن (سارِبٌ) معطوف على (مَنْ) لا على (مُسْتَخْفٍ) ليتناول معنى الاستواء شخصين : أحدهما مستخف والآخر سارب. وإلا فلم يتناول إلا واحدا هو مستخف وسارب إلا أن يكون «من» في معنى الاثنين حتى كأنه قيل : سواء منكم اثنان مستخف بالليل وسارب (بِالنَّهارِ) وفي المستخفي والسارب قولان : أحدهما أن المستخفي هو المستتر الطالب للخفاء في ظلمة الليل ، والسارب من يضطرب في الطرقات ظاهرا بالنهار يبصره كل أحد. يقال : سرب في الأرض سروبا أي ذهب في

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 4  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست