الاستعاذة
المندوب إليها في قوله عز من قائل : (فَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [النحل : ٩٨] قرأها أبو عمرو ويعقوب وابن كثير غير الهاشمي وعاصم غير هبيرة
: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم» ، وروى الهاشمي عن ابن
كثير : «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم» ، وروى
هبيرة عن حفص عن عاصم : «أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم
الله الرحمن الرحيم» ، وقرأها أبو جعفر ونافع وابن عامر وحمزة وعلي الكسائي وخلف :
«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم». وقد يروى عن حمزة : «أستعيذ
بالله» أو «نستعيذ بالله» مخيّرا. وقرأ سهل : «أعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم». ومنشأ هذه الاختلافات أنه قد جاء في سورة
النحل (فَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ) [النحل : ٩٨] الآية وفي حم السجدة (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [فصلت : ٣٦] وروى جبير بن مطعم أن النبي صلىاللهعليهوسلم حين افتتح الصلاة قال : «الله أكبر كبيرا ـ ثلاث مرات ـ
والحمد لله كثيرا ـ ثلاث مرات ـ وسبحان الله بكرة وأصيلا ـ ثلاث مرات ـ» ثم قال : «أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه». وروى البيهقي في كتاب السنن عن أبي
سعيد الخدري أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا قام من الليل كبّر ثلاثا وقال : «أعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم». وروى الضحاك عن ابن عباس أنّ أول ما نزل جبريل على
محمد صلىاللهعليهوسلم قال : قل يا محمد أستعيذ بالله السميع العليم من
الشيطان الرجيم. ثم قال : قل بسم الله الرحمن الرحيم ، اقرأ باسم ربك الذي خلق. ثم
في المقدمة مسائل :
الأولى
: الأكثرون على
أن وقت الاستعاذة قبيل القراءة ، إذ المراد من قوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) [النحل : ٩٨] : إذا أردت قراءة القرآن كما في قوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
فَاغْسِلُوا) [المائدة : ٦] المراد : إذا أردتم القيام إلى الصلاة. والأخبار المذكورة
أيضا تؤيد ذلك. وعن النخعي وقد يروى عن حمزة وابن سيرين أيضا ، أن وقتها بعيد
القراءة نظرا إلى