responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 15

ظاهر اللفظ ، ولأنه قد يدخل المرء إعجاب بسبب القراءة حيث إنها طاعة موجبة للثواب فيناسب أن يستعيذ من ذلك.

الثانية : الأكثرون على أن الاستعاذة مندوبة ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يعلّم الأعرابي الاستعاذة في جملة أعمال الصلاة ، وزيف بأن الخبر غير مشتمل على بيان جملة واجبات الصلاة ، فلا يلزم من عدم ذكر الاستعاذة فيه عدم وجوبها. وعن عطاء أن الاستعاذة واجبة في كل قراءة في الصلاة وغيرها ، لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واظب عليها. وقال تعالى : (فَاتَّبِعُوهُ) [الأنعام : ١٥٣ و ١٥٥] [١] ولأن الأمر في «فاستعذ» للوجوب. وإنما تجب عند كل قراءة لأنه قال : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ) وذكر الحكم عقيب الوصف المناسب يدلّ على التعليل ، والحكم يتكرّر بتكرّر العلّة. ولأن الاستعاذة لدفع شر الشيطان ، ودفعه واجب ، وما لا يتمّ الواجب إلّا به فهو واجب. وعن ابن سيرين وجوبها في العمر مرة واحدة وعن مالك أنه لا يتعوّذ في المكتوبة إلا في قيام رمضان.

الثالثة : المستحبّ فيها الإسرار في الصلاة وإن كانت جهرية إلحاقا لها بما قبلها من الذكر وهو دعاء الاستفتاح ، ولأن الجهر كيفية وجودية ، والإخفاء عبارة عن عدم تلك الكيفية والأصل هو العدم ، وأنها تستحبّ في كل ركعة لما مرّ من أنّ الحكم يتكرر بتكرر العلة لكنها آكد في الأولى.

الرابعة : اعلم أن الكلام في معنى قول القائل : «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» ، يتعلق بخمسة أركان : الاستعاذة ، والمستعيذ ، والمستعاذ له ، والمستعاذ منه ، وما لأجله الاستعاذة. فههنا أبحاث :

البحث الأول : معنى العوذ الالتجاء أو الالتصاق. قال الجوهري : أطيب اللحم عوّذه وهو ما التصق منه بالعظم. أي التجئ إلى رحمة الله ، أو التصق بفضله. والباء في «بالله» للإلصاق ، كما أن «من» في «من الشيطان» للابتداء ، لأنه ابتدأ بالتبري من الشيطان والتصق برحمة الله تعالى وإعانته. واستعاذة لا تتمّ إلا بأن يعلم العبد كونه عاجزا عن جلب المنافع الدينية والدنيوية ودفع المضارّ العاجلة والآجلة ، وأن الله تعالى قادر على إيصال المنافع


[١] إن الضمير في أمر قوله تعالى (فَاتَّبِعُوهُ) عائد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفقا لسياق كلام المؤلف. وعلى هذا تكون الآية التي أرادها المؤلف هي ١٥٨ من سورة الأعراف ، وهي قوله تعالى : (... فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). فاقتضى التنويه.

اسم الکتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان المؤلف : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست