ويروى [١] أن النبي صلىاللهعليهوسلم أتبع أبا بكر بعلي ـ رضياللهعنهما ـ إلى مكة ، وقال : «لا يبلّغ عني إلّا رجل مني».
٣ (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ) : إعلام ـ عطف على «براءة».
[٣٩ / أ] والحج
الأكبر : الوقوف بعرفة. وقيل [٢] : يوم عرفة. وقيل [٣] : يوم النحر وقد اجتمع في ذلك اليوم أعياد الأمم.
والحج : القصد
إلى أعمال المناسك بحكم الشرع. وأمهات أعماله سبع عشرة خصلة : الإحرام بعد
الاغتسال ، والتلبية ، وطواف القدوم ، والسعي بين الصفا والمروة والمبيت بمنى ،
والصلاة بمسجد إبراهيم [٤] ،
[١]نص هذه الرواية
في تفسير الماوردي : ٢ / ١١٦ ، وذكره الزجاج في معانيه : ٢ / ٤٢٨ بلفظ : «لن يبلغ
...».
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده
: ١ / ١٥٦ بلفظ : «لا يبلغه إلّا أنا أو رجل منّي».
وصحح الشيخ أحمد شاكر ـ رحمهالله تعالى ـ إسناده.
وقال الحافظ ابن كثير في
البداية والنهاية : ٥ / ٣٣ : «والمقصود أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث عليا رضياللهعنه بعد أبي بكر الصديق ليكون معه ويتولى علي بنفسه إبلاغ البراءة إلى
المشركين عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لكونه ابن عمه من عصبته.
[٢]ذكره ابن قتيبة
في تفسير غريب القرآن : ١٨٢ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (١٤ / ١١٤ ـ ١١٦) عن عمر
بن الخطاب ، وابن عباس ، وعطاء ، وأبي جحيفة ، وابن الزبير ، ومجاهد ، وطاوس.
[٣]هو قول الجمهور
من الصحابة والتابعين ، واختاره الطبري في تفسيره : ١٤ / ١٢٧ ، والنحاس في معانيه
: ٣ / ١٨٣.
وأخرج الإمام البخاري ـ رحمهالله تعالى ـ في صحيحه : ٣ / ٩٦ ، كتاب الجزية ، باب «كيف ينبذ إلى أهل العهد»
عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : «بعثني أبو بكر رضياللهعنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى : لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان
، ويوم الحج الأكبر يوم النحر ...».
ونقل الإمام مسلم ـ رحمهالله تعالى ـ في صحيحه : ٢ / ٩٨٢ ، كتاب الحج ، باب «لا يحج البيت مشرك ...»
عن ابن شهاب قال : «فكان حميد بن عبد الرحمن يقول : يوم النحر يوم الحج الأكبر ،
من أجل حديث أبي هريرة».
[٤]مسجد فوق جبل
أبي قبيس بمكة المكرمة كما في أخبار مكة للفاكهي : ٤ / ١٦ ، والصلاة في هذا المسجد
ليست من أمهات أعمال الحج كما ذكر المؤلف.