responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نور الطرف ونور الظرف المؤلف : الحُصري القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 54
أيها الساقيان صبا شرابي ... واسقياني من ريق بيضاء رود
إن دائي الصدى وإن شفائي ... شربة من رضاب ثغر برود
عندها الصبر عن لقائي وعندي ... زفرات يأكلن قلب الحديد
ولها مبسم كغر الأقاحي ... وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد في حبة القل? ... ب ونالت زيادة المستزيد
ثم قالت: نلقاك بعد ليال ... والليالي يبلين كل جديد
ما أبالي إن ضن عني بوصل ... إن قضى الله منك لي يوم جود
وله أيضاً:

فلو عاينوها لم يلوموا على البكا ... كريماً سقاه الخمر بدر مخلق
وكيف تناسي من كان حديثه ... بإذني وإن عنيت قرط معلق
وقوله:

كأنها حين راحت في مجاسدها ... فارتج أسفلها واهتز أعلاها
حوراء جاءت من الفردوس مفتنة ... كالشمس طلعتها والمسك رياها
من اللواتي غدت فرداً وشق لها ... من جيبه الحسن سربالاً فراداها
راحت ولم تعطه برءاً لعلته ... بها ولو سألته النفس أعطاه
تغمه نفسه من طول صبوته ... حتى لو اجتمعت في الكف ألقاها
ما شاهد القوم إلا ظل يذكرها ... ولا خلا ساعة إلا تمناها
وقوله:

وصفراء مثل الزعفران شربتها ... على صوت صفراء الترائب رود
حسدت عليها كل شيء يمسها ... وما كنت لولا حبها بحسود
كأن مليكاً جالساً في ثيابها ... تؤمل رؤياه عيون وفود
من البيض لم تسرح على أهل ثلة ... سواماً ولم ترفع حداج قعود
تميت بها ألبابنا وقلوبنا ... مراراً وتحييهن بعد همود
إذا نطقت صحنا وصاح لها الصدى ... صياح جنود وجهت لجنود
ظللنا بذاك الديدن اليوم كله ... كأنا في الفردوس تحت خلود
ولا بأس إلا أننا عند أهلها ... شهود وما ألبابنا بشهود
وقوله:

لعمر أبي زوارها الصيد إنهم ... لفي منظر منها وحسن سماع
تصلي لها آذاننا وعيوننا ... إذا ما التقينا والقلوب دواع
وصفراء مثل الخيزرانة لم تعش ... ببؤس ولم تركب مطية راع
جرى اللؤلؤ المكنون فوق لسانها ... لزوارها من مزهر ويراع
إذا قلدت أطرافها العود زلزلت ... قلوب دعاها للوساوس داع
كأنهم في جنة قد تلاحقت ... محاسنها في روضة وبقاع
يروحون من تغريدها وحديثها ... نشاوى وما تسقيهم بصواع
لعوب بألباب الرجال إذا دنت ... أضيع النهى والغي غير مضاع
وقال:

درة حيثما أديرت أضاءت ... ومشم من حيث ما شم فاحا
وجنان قال الإله لها كو ... ني فكانت روحاً وروحاً وراحا
وقال:

تلقى بتسبيحة من حسن ما خلقت ... وتستفز حشا الرائي بإرعاد
كأنما صورت من ماء لؤلؤة ... فكل جارحة وجه بمرصاد
ومثل تلقى بتسبيحة.. قول أبي بكر محمد بن دواد الصبهاني فيما وجد له منقوشاً على جوهرة:

لما لحظت بناظري ... وجهاً بديع الحسن مفرد
قالت محاسن وجهه: ... بالله صل على محمد
صلى الله على أكرم مولود دعا لأعظم معبود، وعلى آله الطيبين، وأصحابه المنتخبين وسلم.
اسم الکتاب : نور الطرف ونور الظرف المؤلف : الحُصري القيرواني    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست