responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 355

رغبة الشيب عن النساء

قال بعض الشيوخ: كنت أخاف أني إذا شبت تزهد فيّ النساء فلما شبت كنت أزهد منهنّ فيّ. قال شاعر:

رمتني و ستر اللّه بيني و بينها # و نحن بأكناف الحطيم ذميم‌ [1]

فلو أنني لما رمتني رميتها # و لكنّ عهدي بالنضال قديم‌

معرفة فضل الشباب عند فقده‌

قال بعضهم: شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما: الصحة و الشباب. قال ابن الرومي:

لا تلح من يبكي شبيبته # إلا إذا لم يبكها بدم‌ [2]

لسنا نراها حقّ رؤيتها # إلا زمان الشيب و الهرم

كالشمس لا تبدو فضيلتها # حتّى تغشّى الأرض بالظّلم

و لربّ شي‌ء لا يبينه # وجدانه إلا مع العدم‌

و قال ابن الأعرابي: لا أعرف في مدح الشباب و ذمّ الشيب أحسن من قول محمد بن حازم:

لا تكذبنّ فما الدنيا بأجمعها # من الشباب بيوم واحد بدل‌

قال محمود الوراق:

سقيا لأيام تولّت به # أحسن ما كانت صروف الزّمن

ولى فما الدنيا بأقطارها # لليوم و الساعة منه ثمن‌

غمّ من ذهب شبابه قبل تمتعه به‌

قال منصور النمري:

ما كنت أوفي شبابي كنه عزّته # حتّى مضى فإذا الدنيا له تبع‌

و سمع ذلك الرشيد فقال و ما خير دنيا لا يخطر فيها برداء الشباب قال عمر بن أبي ربيعة:

إن الشباب الذي كنّا نزن به # مضى و لم نقض من لذّاته أملا


[1] أكناف: جمع الكنف و هو الناحية-الحطيم: جدار حجر الكعبة.

[2] لا تلح: أي لا تلم.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 2  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست