responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 95

و قال بعضهم: ذر الرأي الفطير، و الكلام القضيب، فلا يطيب الخبز إلا بائتا.

التّحذير من جناية اللسان‌

سئل النبي صلى اللّه عليه و سلم عن أكثر ما يدخل الناس النّار، فقال: الأجوفان البطن و الفم. و قيل فيما روي عنه: و هل يكبّ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

و كان لقمان عبدا أسود لبعض أهل الأيلة فقال له مولاه: اذبح لنا شاة و ائتنا بأطيب مضغة فأتاه باللسان. فقال له: اذبح لي أخرى و ائتني بأخبث مضغة فأتاه باللسان، فقال له في ذلك، فقال: ما شي‌ء أطيب منه إذا طاب، و لا أخبث منه إذا خبث.

و قيل: لم يستر من الجوارح‌ [1] شي‌ء كما ستر اللسان، فإنّ عليه طبقتين و سترين.

و قيل لحذيفة: لم أطلت سجن لسانك؟فقال: لأنه غير مأمون الضرر إذا أطلق.

و روي عن أبي بكر رضي اللّه عنه، أنه كان يمسك بلسانه و يقول: هذا الذي أوردني الموارد.

قال الشاعر:

كم في المقابر من قتيل، لسانه # كانت تهاب لقاءه الأقران‌

متكلّم بكلام أذى إلى هلاكه‌

بينما المنذر [2] في بعض متصيّداته إذ وقف على رابية فقال بعض أصحابه: أبيت للعن لو أن رجلا ذبح على هذه الرابية إلى أيّ موضع عسى أن يسيل دمه؟فقال: أنت و اللّه المذبوح لننظر ذلك، و أمر به فذبح.

و مر ببهرام طائر بالليل فصاح فرماه بسهم فأصابه فقال: لو سكت الطائر لكان خيرا له.

التثبّت في الجواب و التسرّع فيه‌

سأل يهودي النبي صلى اللّه عليه و سلم مسألة، فمكث عليه السلام ساعة ثم أجابه عنها، فقال اليهودي: و لم توقفت فيما علمت؟قال: توقيرا للحكمة.

و قيل: من إمارة الحكيم التروّي في الجواب بعد استيعاب الفهم.

و قيل: من علامة الحمق سرعة الجواب و طول التمنّي و الاستغراب في الضحك.

و قال رجل لإياس ليس فيك عيب غير أنّك تعجل بالجواب، فقال: كم أصبع في يدك؟فقال: الرجل خمس، فقال: لقد عجلت أيضا، فقال: هذا علم قد قبلته فقال إياس و أنا أعجل أيضا في ما قد قبلته علما.

الحثّ على حسن الاستماع، و الممدوح به‌

قيل: تعلّم حسن الاستماع، كما تتعلم حسن المقال، و لا تقطع على أحد حديثا.


[1] الجوارح: الأعضاء، جمع جارحة.

[2] المنذر: من ملوك الحيرة و لعلّه المنذر الثالث.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست