وصف ساق يشغف الشرب بحسنه و يلهيهم بغنجه
لأبي فراس و قد حضر مجلسا فثمل، فقيل له: سكرت، فأنشأ يقول:
سكرت من لحظه لا من مدامته # و مال بالنّوم عن عيني تمايله
و ما السّلاف دهتني بل سوالفه # و ما الشّمول دهتني بل شمائله [1]
لوى بعقلي أصداغ لوين له # و غال صبري ما تحوي غلائله [2]
و قال آخر:
و ساع على صحبي بصهباء # كالغصن المغتص بالماء
أغار من وقفته كلّما # قال لحاسي الكاس مولائي
حتّى لقد صاروا و هم إخوتي # من شدّة الغيرة أعدائي
وصف ساق تشبه و جنته خمرة
قال ديك الجن:
فقام بخمر يخضب الكفّ كاسها # و تحسبه من وجنتيه استعارها [3]
أخذه ابن المعتزّ و زاد عليه، فقال:
تدور علينا الراح من كفّ شادن # له لحظ عين يشتكي السقم مدنف [4]
كأن سلاف الخمر من ماء خدّه # و عنقودها من شعره الجعد يقطف
و قال جحظة:
و خمارة من بنات القسوس # تبيع المدامة في دارها
و جاءت تهادى كقدّ القضيب # سقته الغوادي بأمطارها [5]
و في كفّها قهوة في الإناء # و كالنّار لم تغل في نارها
كوجنة من هي في كفّها # و نكهتها وقت أسحارها
فمن قارص وردتي خدّها # و من جاذب فضل زنّارها [6]
و قال الفرح الصالحي:
ثمل من خمر ريقته # عطر من ورد و جنته
[1] السلاف: أفضل الخمر-الشمول: من أسماء الخمرة.
[2] الأصداغ: جمع صدغ، ما بين العين و الأذن من جانب الوجه-و غال صبري: سرقه و ذهب به-ما تحوي غلائله: أو ما تغم ثيابه من مفاتنه.
[3] استعارها من وجنتيه: أي مورّدة.
[4] الشادن: ولد الغزال-المدنف و الدنف: الذي لزمه المرض الشديد.
[5] الغوادي: جمع الغادية، و هي السحابة التي تنشأ و تمطر غدوة.
[6] فضل زنارها: الزائد من ثوبها.