responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 804

وصف ساق يشغف الشرب بحسنه و يلهيهم بغنجه‌

لأبي فراس و قد حضر مجلسا فثمل، فقيل له: سكرت، فأنشأ يقول:

سكرت من لحظه لا من مدامته # و مال بالنّوم عن عيني تمايله

و ما السّلاف دهتني بل سوالفه # و ما الشّمول دهتني بل شمائله‌ [1]

لوى بعقلي أصداغ لوين له # و غال صبري ما تحوي غلائله‌ [2]

و قال آخر:

و ساع على صحبي بصهباء # كالغصن المغتص بالماء

أغار من وقفته كلّما # قال لحاسي الكاس مولائي

حتّى لقد صاروا و هم إخوتي # من شدّة الغيرة أعدائي‌

وصف ساق تشبه و جنته خمرة

قال ديك الجن:

فقام بخمر يخضب الكفّ كاسها # و تحسبه من وجنتيه استعارها [3]

أخذه ابن المعتزّ و زاد عليه، فقال:

تدور علينا الراح من كفّ شادن # له لحظ عين يشتكي السقم مدنف‌ [4]

كأن سلاف الخمر من ماء خدّه # و عنقودها من شعره الجعد يقطف‌

و قال جحظة:

و خمارة من بنات القسوس # تبيع المدامة في دارها

و جاءت تهادى كقدّ القضيب # سقته الغوادي بأمطارها [5]

و في كفّها قهوة في الإناء # و كالنّار لم تغل في نارها

كوجنة من هي في كفّها # و نكهتها وقت أسحارها

فمن قارص وردتي خدّها # و من جاذب فضل زنّارها [6]

و قال الفرح الصالحي:

ثمل من خمر ريقته # عطر من ورد و جنته


[1] السلاف: أفضل الخمر-الشمول: من أسماء الخمرة.

[2] الأصداغ: جمع صدغ، ما بين العين و الأذن من جانب الوجه-و غال صبري: سرقه و ذهب به-ما تحوي غلائله: أو ما تغم ثيابه من مفاتنه.

[3] استعارها من وجنتيه: أي مورّدة.

[4] الشادن: ولد الغزال-المدنف و الدنف: الذي لزمه المرض الشديد.

[5] الغوادي: جمع الغادية، و هي السحابة التي تنشأ و تمطر غدوة.

[6] فضل زنارها: الزائد من ثوبها.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 804
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست