responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 786

يخطف أبصارهم فلما أضاء لهم مشوا فيه و إذا أظلم عليهم قاموا، فقال: هذا يجب أن يكون صفة الخمر، ثم أنشدني:

و سيّارة ضلّت عن القصد بعد ما # بدا دونهم أفق من الليل مظلم

فلاحت منّا على النّار قهوة # كأنّ سناها ضوء نار تضرم‌ [1]

إذا ما حسوناها أقاموا مكانهم # و إن أظهرت حثّوا الركاب و يمّموا [2]

قال ابن الأعرابي: جميع ما قاله أبو نواس حسن، و أحسنه قوله:

لا يسكن الليل حيث حلّت # فليل شرّابها نهار

و قال آخر:

و اهتدى سار الظّلام به # كاهتداء السفر بالعلم‌

قيل: رق و صفا حتى كاد يخفى. و قيل: أصفى من الشراب و أخفى من السراب.

كمعنى دقّ في لفظ بديع‌

و قال ابن المعتز:

كأن بكأسها نارا تلظّى # فلو لا الماء كان لها حريق‌

وصف رقّة الإناء و الخمر معا

قال البحتري:

يخفي الزجاجة لونها فكأنّها # في الكفّ قائمة بغير إناء

و قال الصاحب، و قيل هما لأبي نواس:

رقّ الزّجاج و راقت الخمر # و تقاربا فتشابه الأمر

فكأنّما خمر و لا قدح # و كأنّما قدح و لا خمر

وصفها بأنها تخضّب الكفّ‌

قال شاعر:

تحسب الظبي إذا طاف بها # قبل أن يسقيكها مختضبا [3]

و قال الخباز البلدي:

و هي تكسو كفّ شاربها # دستبانات من الذّهب‌

و قال ابن المعتز:

كأنّهم الهبوا بينهم # حريقا و أيديهم تستعر [4]


[1] سناها: ضياؤها-القهوة: من أسماء الخمر.

[2] حثّوا الركاب: أعجلوا بالسير-يمّموا: قصدوا و توجهوا.

[3] مختضبا: ملطّخا بها.

[4] ألهبوا حريقا: أشعلوا نارا.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 786
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست