responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 778

ذمّها بأنها تدعو إلى الفسق‌

قال اللّه تعالى: إِنَّمََا يُرِيدُ اَلشَّيْطََانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ اَلْعَدََاوَةَ وَ اَلْبَغْضََاءَ فِي اَلْخَمْرِ وَ اَلْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اَللََّهِ وَ عَنِ اَلصَّلاََةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [1] مرت أعرابية بقوم يشربون نبيذا فسقوها فلما شربت أقداحا اعترتها أريحية، فقالت: أ يشرب هذا نساؤكم، قالوا: نعم، قالت: إذا زنين و رب الكعبة، فما يدري أحدكم من أبوه. قال جحظة:

لم يبلغ الشيخ إبليس إرادته # حتى تكاثف في عنقوده العنب‌

سئل عبد اللّه بن إدريس عن الشرب، فقال: اشرب ما لا يشربك.

قدر الشّرب و زمنه‌

قال المأمون: اشرب النبيذ ما استبشعته، فإذا استطبته فدعه. سئل أبو محمد بن عبد اللّه عن شرب الربيع، فقال: ربيع أهل المروآت و ميدان اللذات، و في إدمانه ذهاب الفطنة و في تركه فقد السرور. قيل: فما تقول في محادثة الرجال؟قال: روضة لا يجف نورها و غدير لا ينضب ماؤه و جوهر لا يصلح إلا للملوك، قال شاعر:

شرب النبيذ على الطّعام ثلاثة # فيها الشّفاء و صحّة الأبدان‌

و قيل: القدح الأول يكسر العطش و الثاني يمرئ الطعام و الثالث يفرح النفس، و ما زاد على ذلك فضل. و قال قتيبة لقاضي مرو: بلغني أنك تشرب، قال: أجل، قال: فكم تشرب قال: ما بل الثفل‌ [2] و طيب النفس و أغنى عن الماء. قال فما أبقيت منه؟قال: أكثره و أخبثه التكاءة على الشمال و منادمة الرجال و الاختلاف إلى المبال‌ [3] و قال بعض الظرفاء: للنبيذ حدّان، حدّ لا هم فيه و حدّ لا عقل فيه، فعليك بالأول و اتق الثاني، و قال ابن المقفع:

سأشرب ما شربت على طعامي # ثلاثا ثم أتركه صحيحا

فلست بقارف منه أثاما # و لست براكب منه قبيحا

ذمّ إدمانها

قال بعض الطرفاء: أربعة أشياء إن أفرط فيها الرجل أهلكته و استهوته، إدمان الخمر و حب النساء و شهوة الصيد و المماراة. و في الخبر: لا يدخل الجنة مدمن خمر.

الحثّ على استيفاء شربها أو تركها

قال ابن شبرمة لكاتبه: أ تشرب؟النبيذ؟قال: القدحين و الثلاثة، فقال: و اللّه ما شربته شرب من يلتذ به و لا تركته ترك من يتحرج منه.

و قيل في جواب هذا: المثل: اشرب شرب فتوة أو أترك ترك مروءة. و قيل


[1] القرآن الكريم: المائدة/91.

[2] الثفل: ما استقر في أسفل الشي‌ء من كدرة، أو من الحبّ.

[3] المبال: الأماكن التي يبال فيها.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 778
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست