responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 745

النبي صلّى اللّه عليه و سلم: أطعموا الطعام و أفشوا السلام و صلوا الأرحام، و صلّوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام، و قال صلّى اللّه عليه و سلم: إذا نزل الضيف بقوم نزل برزقه و إذا ارتحل عنهم ارتحل بذنوبهم.

و قال: أيّما مسلم أضاف فأصبح الضيف محروما، فحق على كل مسلم نصرته حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه أو ماله.

و قال أنس بن مالك: كلّ بيت لا يدخله ضيف سبعة أيام لم تدخله الملائكة.

و مرّ قتيبة بعذرة فقال: إن من يبخل يصير حاله إلى هذا البخيل. و قيل لبعضهم: ما الكرم؟فقال: طعام مبذول و نائل موصول و وفاء لا يحول. و قال أمير المؤمنين رضي اللّه عنه: لأن اختبز صاعا أو صاعين فأدعوا إليه نفرا من إخواني أحب إليّ من أن أعتق رقبة.

حثّ الشّافع المشفوع إليه على الاصطناع‌

كلّم علي بن الحسين رضي اللّه عنهما عاملا في رجل، فقال: أنا لا أكلمك في ما يوهي دينك و يوتغ‌ [1] أمانتك، و لكن الحر القادر إذا أراد أن يحسن أحسن. و قال الواثق يوما لأحمد بن أبي داود، تضجرا بكثرة حوائجه!قد اختلت بيوت المال بطلباتك للائذين بك و المتوسلين إليك، فقال: يا أمير المؤمنين هي نتائج شكرها متصل بك و ذخائر أجرها مكتوب لك، و ما لي من ذلك إلا أن أخلد المدح فيك، فقال: أحسنت، و شفعه. و كتب الصاحب في فصل:

و الفتى إن أراد نفع أخيه # فهو يدري في أمره كيف يسعى‌

(5) و ممّا جاء في الجود و الأجواد

ما حدّ به الجود و الأجواد

قيل للأحنف: ما السخاء؟قال: الاحتيال للمعروف، قيل: فما اللؤم؟قال:

الاستقصاء على الملهوف. و قيل: السخي من كان بماله متبرعا و عن مال غيره متورّعا.

و قيل: لصوفي من الجواد من الناس؟فقال: الذي يؤدي ما افترض عليه. و قيل للحسن رضي اللّه عنه من السخيّ؟فقال: الذي لو كانت الدنيا له فأنفقها لرأى عليه بعد ذلك حقوقا. و قال بعضهم: الناس أربعة: جواد و هو الذي يعطي حظ دنياه و آخرته، و بخيل و هو الذي لا يعطي واحدا منهما، و مسرف و هو الذي جعل ماله لدنياه، و مقتصد و هو الذي أعطى كلاّ بقدره.


[1] يوتغ أمانتك: يفسدها.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 745
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست