responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 70

من يعلّم من هو أعلم منه‌

قيل: كمستبضع التمر إلى هجر، و كمعلمة أمها البضاع‌ [1] .

و قيل: تعلّمني بضبّ أنا حرّشته، و قيل: فلان يقرأ سورة يوسف على يعقوب عليهما السلام.

و قال المتنبي:

فآجرك الإله على عليل # بعثت إلى المسيح به طبيبا

و يقال: أنا منه كحاقن‌ [2] الإهالة إذا كنت عارفا به.

الحثّ على الحفظ دون الاعتماد على الكتب‌

قيل: إذا فقد العالم الذهن قلّ على الأضداد احتجاجه و كثر إلى الكتب احتياجه.

و قيل: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي و لا يعمر بك النّادي.

و قال محمد بن بشير:

ليس بعلم ما يعي القمطر # ما العلم إلا ما وعاه الصّدر [3]

و له أيضا:

إذا لم تكن حافظا واعيا # فجمعك للكتب لا ينفع‌

و قال آخر:

غدوت بتشمير و جدّ عليهم # فمحبرتي سمعي و دفترها قلبي‌

ضبط العلم بالكتابة

قيل: قيّدوا العلم بالكتابة، و قال سقراط: ما بنته الأقلام لم تطمع في دروسه الأيام.

و قيل: العلم يندّ فاجعلوا الكتب له حماة و الأقلام عليها رعاة. العلم عقود فاجعلوا الكتب لها نظاما.

و قيل: اكتبوا ما تسمعونه من الحكم و لو في بياض النواظر بأطراف الخناجر.

وصف المثبت لكلّ ما يسمع‌

قال أعرابي في رجل يكتب كل ما يسمع: أنت حتف الكلمة الشّرود [4] .


[1] البضاع: القطع.

[2] الحاقن: مصدر حقن يقال حقن (بوله) : حبسه، و حقن دمه: صانه، و حقن اللبن جمعه ليخرج زبده.

[3] القمطر: ما تصان به الكتب، و القمطر خشبة تجعل في أرجل المجرمين، و القمطر الرجل القصير الضخم.

[4] الكلمة الشرود: أي السائرة في البلاد.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست