responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 694

خمسمائة درهم يقال له بخيل. قالوا: و اللّه أنت أجود من يمشي على قدم. قال جحظة:

و ممخرق يصف السما # ح و نفسه نفس بخيله‌ [1]

و قيل للماجشون كيف رأيت أهل العراق؟فقال:

ما شئت من رجل بخيل # يأوي إلى عرض دخيل

يأتي الجميل بقوله # و فعاله غير الجميل‌

المتعجّب من بخيل سمح وقتا بطفيف‌

تعجّبت لما ابتدا بالجميل # و ما كان يعرف فعل الجميل

فأطلع لي كوكبا كالسّهى # قليل الضياء سريع الأفول

و ما كان إعطاؤه سوددا # و لكنّها غلطة من بخيل‌

قال الخليل بن أحمد في سليمان، و قد ذكر له إنسان أنه جاءه فأعطاه شيئا:

و خصلة يكثر الشيطان إن ذكرت # منها التعجب جاءت من سليمانا

لا تعجبنّ لخير جاء من يده # فكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا [2]

و قال أبو تمّام:

ربّما أمكنت جناها السحوق‌ [3]

و قال الموسوي:

و مبخل أعطى القليل و ربّما # سمحت حروف التاء للتمتام‌

من أعطى للتهوّر

قال شاعر:

لا تمدحنّ حسنا في الجود إن مطرت # كفّاه يوما و لا تذممه إن رزما [4]

فليس يبخل إبقاء على نشب # و لن يجود بفضل المال معتزما

لكنّها خطرات من وساوسه # يعطي و يمنع لا بخلا و لا كرما

ردّ عطيّة خسيسة

قصد أعرابي أبا الغمر، فسأله فأعطاه درهمين، فردهما إليه، ثم قال:

رددت لبحر درهميه و لم يكن # ليدفع عن فاقتي درهما عمرو

فقلت لبحر خذهما و اصطرفهما # و أنفقهما في غير حمد و لا أجر


[1] الممزق: المختلف و الكاذب.

[2] كوكب النحس: زحل أو المريخ-و غام ناحس: مجدب.

[3] السحوق: جمع سحق، و هو السحاب الرقيق.

[4] الرزم: المطر لا ينقطع رعده.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 694
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست