responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 652

قال أبو الشمقمق:

الصدق في أفواههم علقم # و الإفك مثل العسل الماذي‌ [1]

و كلّهم في بخله صادق # و في النّدى ليس بأستاذ

و قال أعرابي ليزيد بن مزبد:

عداتك ريح يا يزيد بن مزبد # و أنت على اسم اللّه فاختة البلد [2]

و قال آخر:

بدل الوعد للإخلاء سمحا # و أبى بعد ذاك بذل العطاء

فغدا كالخلاف يورق للعـ # ين و يأبى الإثمار كلّ الإباء [3]

و قال آخر:

يا من إذا ما سألناه استهلّ لنا # و إن سكتنا يخلي علّة الطلب

لو لا الثمار التي تزكو منافعها # ما فضّل النّاس تفّاحا على غرب‌ [4]

و قال آخر:

يعد الوعد و لكن # دونه لمع السّراب‌

و قال آخر:

يباري الرّياح بمثل الريا # ح من كاذبات مواعيده‌

تقبّل الإنجاز

قال الصاحب: سأنجز الوعد حتى ترى الطلّ و إبلا [5] و الهلال بدرا كاملا.

و لو علمت أبناء تغلب ما الذي # أريد لها ما استعظمت ما أنيلها

الحثّ على إنجاز الوعد السّابق‌

قال بعضهم: حقيق على من أزهر بقول أن يثمر بفعل. وقف بعضهم على أبي دؤاد، فقال:

حتّى متى أنا موقوف على وجل # بين السبيلين لا ورد و لا صدر

فقضى حاجته.

قال بعضهم: أورقت نعمك فليثمر كرمك.

و مما فيه جفوة و غلظة ما أنشده الصاحب عن بعض مجان بغداد:


[1] الإفك: الكذب-العسل الماذي: العسل الأبيض.

[2] فاختة: نوع الحمام البري من ذوات الأطواق.

[3] الخلاف: التسويف و المخادعة.

[4] غرب: شجر ضعيف.

[5] الوابل: المطر الشديد-لا ورد و لا صدر: الورد من ورد الماء أي داناه و هو خلاف الصدر، و صدر عن الماء رجع عنه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 652
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست