responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 643

فكم من مرّة قد ضاق رزقي # فأنكبني المنى و الربّ ربّ‌

النّهي عن الاعتذار بالشغل‌

اعتذر رئيس إلى سائل بقلّة فراغه، فقال: لا بلغني اللّه يوم فراغك فقضى حاجته في الوقت. قال أبو علي البصير:

لا تصيّر شغلك اليو # م اعتذارا لمطالك

إنّما يحمد أن تفـ # رغ في وقت اشتغالك

لو تفرغت من الشغـ # ل استوينا في المسالك‌ [1]

من سأل و ذكر أنّ إعطاءه و منعه يظهران في الورى‌

و قال شاعر:

بأي الخصلتين عليك أثني # فإنّي عند منصرفي سئول

أ بالحسنى و ليس لها ضياء # عليّ، فمن يصدّق ما أقول؟

أم السوأى و لست لها بأهل # و أنت لكلّ مكرمة فعول‌ [2]

و قال آخر:

ما ذا أقول إذا انصرفت و قيل لي # ما ذا أفدت من الجواد المفضل

فاختر لنفسك ما أقول فإنّني # لا بدّ مخبرهم و إن لم أسأل‌

الرّاضي بأخذ الطفيف بعد سؤال الكثير

قال أعرابي لمعاوية: استعملني على البصرة، قال: ما أريد بعاملها بدلا، قال:

أقطعني البحرين، قال: مالي إلى ذلك سبيل، قال فمر لي بألف درهم فأمر له، فقيل له:

قد اشططت أولا ثم انحططت آخرا، فقال: لو لا طلبي كثيرا ما أعطاني قليلا. و قال خالد بن عبد اللّه لأعرابي قال فيه:

أ خالد بين الحمد و الأجر حاجتي # فأيّهما تأتي و أنت جواد

سل ما بدا لك، فقال: مائة ألف درهم، قال أسرفت، قال: ألف درهم، قال خالد:

ما أدري أ من إسرافك أتعجب أم من حطك، فقال: إني سألتك على قدرك، فلما أبيت سألت على قدري، فقال: إذا و اللّه لا تغلبني على معروفي.


[1] استوينا في المسالك: أي تبنا كلانا لا شغل له.

[2] السوأى: الخلّة القبيحة، و هي ضدّ الحسنى.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 643
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست