responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 638

و قيل: سرين في خريزة لحاجتين في حاجة. و خيّر رجل بين شيئين فقال: كلاهما و تمرا. و قال بعض الخلفاء لأبي دلامة: سل، فقال: كلبا أصيد به، فقال أعطوه. قال:

و دابّة أركبها إذا خرجت أصطاد، فقال: أعطوه. قال: و غلاما يخرج معي إذا ركبت يمسك كلبي، قال: أعطوه، قال: و جارية تصلح ما أصيده، قال أعطوه، فقال: كلب و دابة و غلام و جارية لا بدّ لهم من دار تأويهم و لا بدّ لهم مما يمونهم، فقال تقطع له ضيعة، فقال: يا أمير المؤمنين أعطني يدك أقبلها، فقال دع هذا، فقال: ما منعت عيالي شيئا أشدّ فقدا عليهم من هذا.

النّهي عن ردّ الرّاغب إليك‌

قال شريح: من سأل حاجة فقد عرض نفسه على الرقّ، فإن قضاها المسئول استعبده بها، و إن ردّه رجع حرا، و هما ذليلان، هذا بذلّ اللؤم و هذا بذل السؤال.

و قال سعيد بن العاص: ما رددت أحدا عن حاجة إلا تبينت العزّ في قفاه و الذلّ في وجهي، و قيل: من قضى حاجة سائله اجتمع معه في العزّ و إن حرمه اجتمع معه في الذلّ.

النّهي عن خيبة من أراق ماء وجهه لسؤالك‌

من انتجعك مؤملا فقد أسلفك حسن الظنّ بك. و أدخل ابن السماك رجلا إلى الفضل بن الربيع، فقال: إن هذا بذل لك ماء وجهه فأكرم وجهك عن ردّه.

قال أبو تمام:

ما ماء كفّك إن جادت و إن بخلت # من ماء وجهي إذا أفنيته عوض‌

الحثّ على استرقاق الأحرار

قيل: العجب لمن يشتري العبيد بالأموال و لا يشتري الأحرار بالنّوال و الإفضال.

و قيل: ليس للأحرار ثمن إلا الإكرام فأكرمهم تملكهم.

الحثّ على اصطناع المعروف و إن لم يشكر

قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: لا يزهدنّك في المعروف كفر من كفر، فإنه يشكرك عليه من لم تصطنعه إليه.

الحثّ على اصطناع المعروف و إن لم يسأل‌

قيل: لا تلجئ الآمل إلى كدّ المسألة و لا تكلّفه خشوع التضرّع. و سئل خالد بن يزيد: ما الجود؟قال: أن تعطي من سألك، فقال ابنه: يا أبت هذا هو الكد إنما الجود أن تعطي من سألك و من لم يسألك.

و قيل لرجل: سل، فقال: إني أكره أن أعطي ثمن السؤال.

و قال محمد بن أبي عمران.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 638
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست