responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 600

و قال رجل من بني قريع:

و كائن رأينا من غني مذمم # و صعلوك قوم مات و هو حميد

و قال أبو تمّام:

لا يحسب الإقلال عدما بل يرى # أن المقلّ من المروءة معدم‌ [1]

طيب عيش مؤثر الفقر و عزّته و فضله‌

كان سقراط فقيرا، فقال له بعض الملوك: ما أفقرك؟فقال: لو عرفت راحة الفقر لشغلك التوجع لنفسك عن التوجّع لي، فالفقر ملك ليس عليه محاسبة. و قيل له: لم لا يرى أثر الحزن عليك؟فقال: لأني لم أتخذ ما إن فقدته أحزنني. و قال بعض الحكماء: من أحبّ أن تقلّ مصائبه فليقل قنيته للخارجات من يده، لأن أسباب الهمّ فوت المطلوب و فقد المحبوب، و لا يسلم منهما إنسان، لأن الثبات و الدوام معدومان في عالم الكون و الفساد.

و بهذا ألمّ ابن الرومي، فقال:

و من سرّه أن لا يرى ما يسوؤه # فلا يتّخذ شيئا يخاف له فقدا

حكي أنه لما غرقت البصرة أخذ الناس يستغيثون، فخرج الحسن رضي اللّه عنه و معه قصعة و عصا، فقال: نجا المخفّون. و قال بعض الزهاد، و قد قيل له أ ترضى من الدنيا بهذا؟ فقال: أ لا أدلك على من رضي بدون هذا؟قال: نعم، قال: من رضي بالدنيا بدلا من الآخرة.

و قيل لمحمد بن واسع رحمه اللّه: أ ترضى بالدون، فقال: إنما رضي بالدون من رضي بالدنيا و ترك الآخرة.

طيب عيش من قنع بما رزق‌

سئل الفرغاني عن الفتوّة، فقال: هو أن يكون في كل وقت بشرطه. و قيل لبزرجمهر أي الناس أقل هما، فقال: ليس في الدنيا إلا مهموم، و لكنّ أقلهم هما أفضلهم رضا و أقنعهم بما قسم.

و قيل لبعضهم: من أنعم الناس عيشا؟فقال: من رضي بحاله ما كانت. و قيل: من رضي بما قسم له كان دهره مسرورا. و قيل لابن عوف ما تتمنى؟فقال: أستحي أن أتمنى على اللّه ما ضمنه لي، قال بعض النقّاد:

دنيا تخادعني كأنّي # لست أعرف حالها

حظر الإله حرامها # و أنا احتميت حلالها [2]


[1] الإقلال: قلة المال-عدما: فقرا-يقول ليس المعدم من كان يفتقر إلى المال، بل هو المفتقر إلى المروءة.

[2] الحظر: المنع-احتمى الشي‌ء: اتّقاه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 600
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست