responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 586

كون المال موفيا على الحسب و النسب‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه هذا المال، و في مثل: ربّ حسب دفنه الفقر. قال شاعر:

و أجهد الناس من بعنصره # يزهو على من يزينه النشب‌ [1]

وقف إعرابي من بني فقعس يسأل و هو عريان:

كساني فقعس و كسا بنيه # عطاف المجد أن له عطافا [2]

فقال له بعض الحاضرين: لو كساك خرقة تواريك لكان أصلح لك.

من سوّده ماله‌

قيل: المال يسوّد غير السيد و يقوّي غير الأيد [3] .

قال شاعر:

الفقر يزري بأقوام ذوي حسب # و قد يسوّد غير السيد المال‌

و قال عمارة:

حيّاك من لم تكن ترجو تحيّته # لو لا الدراهم ما حيّاك إنسان‌

تعظيم النّاس لذي المال‌

قيل للحسن رضي اللّه عنه: ما بال الناس يكرمون أرباب المال؟فقال: لأن عشيقتهم عندهم. و مر موسر بالشعبيّ فتزعزع له، فقيل له في ذلك، فقال: رأيت ذا المال مهيبا.

و عوتب ابن أبي ليلى لتخفره لغني مرّ به، فقال: إن تعظيم ذوي المال شي‌ء جعله اللّه في القلوب لا يستطاع دفعه.

و قال العطوي:

اقصد إلى أيّ ودّ شئت معتصما # بحبل ودّ فلا ذئب و لا ضبع

المال أعضب سيف عند صولته # من أن يعنّ له في منهل سبع‌ [4]

و هذا كقول بعض اللصوص لبعض أصحابه: لا تنقبوا على غني، و كونوا مع اللّه على المدبر.

مصادقة الناس للأغنياء و معاداتهم للفقراء

قيل لبعض العقلاء: كم لك من صديق، فقال: لا أعلم ذلك لأن الدنيا مقبلة عليّ


[1] النشب: المال الموروث و الأصيل.

[2] عطاف: رداء يلبس فوق الثياب في البرد.

[3] الأيّد: القوي.

[4] السيف القاضب: السيف القاطع، و يعنّ له: يظهر أمامه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 586
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست