اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 479
قال:
ألا طرقتنا آخر الليل زينب # عليك سلام هل لما فات مطلب
فقلت لها حيّيت زينب خدنكم # تحيّة موتى و هو في الحيّ يشرب
ذمّ تحية من لا نفع لديه
قال شاعر:
و ما مرحب إلا كريح تنسّمت # إذا أنت لم تخلط نوالا بمرحب [1]
و قال آخر:
إذا كان ردّ المرء ليس بزائد # على مرحبا أو كيف أنت و حالكا
فلم يك إلا كاشرا و مواريا # فأفّ لودّ ليس إلا كذلكا [2]
التسليم
دخل رجل على أمير المؤمنين كرّم اللّه وجهه فقال: السلام عليك سلاما تتصل آماله بسمعك أبدا ما بقيت من وليك بطوع قلبه و صادق ودّه، و من عدوك برغم أنفه و ذل خدّه.
في التّلبية
لبيك إذ دعوتني لبّيكا # أحمد ربّا ساقني إليكا
حمد المصافحة و الحثّ عليها
قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: إذا لقي المؤمن المؤمن فصافح أحدهما الآخر تناثرت الخطايا بينهما كما يتناثر ورق الشجر. و كان صلّى اللّه عليه و سلم إذا صافحه إنسان لم ينزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده و قيل: المصافحة تزيد في المودّة.
قال شاعر:
تصافحت الأكفّ و كان أشهى # إلينا أن تصافحت الخدود
نعيش إذا التقى كفّ و كفّ # فكيف إذا التقى جيد و جيد
و قال آخر:
و صافحت من لاقيت في البيت غيرها # و كلّ الهوى منّي لمن لا أصافح
و قال القصاني:
قد أحدث النّاس ظرفا # أربى على كلّ ظرف
كانوا إذا ما تلاقوا # تصافحوا بالأكفّ
[1] النوال: يقول: لا تكفي كلمة الترحيب ما لم ترفق بنوال و عطاء.