و له:
لا يبالي الشتم عرض # كلّه شتم و ذمّ
و قال إبراهيم بن المدبر:
أحقّ النّاس كلّهم بعيب # مسيء لا يبالي أن يعابا
و قال أبو نواس، و قد تبجح بقلة مبالاته و بما يقال فيه، و يعني بذلك في باب تعاطيه الخسارة:
جريت مع الصّبا طلق الجموح # و هان عليّ مأثور القبيح
من يشرّف بالهجو
قال أبو نواس:
أصبح فضل ظاهر التّيه # و ذاك مذ صرت أهاجيه
كم بين فضل منذ هاجيته # و بينه قبل هجائيه
من يصدق هاجيه و يكذب مادحه
قال مثقال:
ما قلت فيك هجاء خلته كذبا # إلا بدت لك سوآت تحقّقه
و قال ابن الرومي:
خير ما فيهم و لا خير فيهم # أنهم غير آثمي المغتاب [1]
و قال منصور بن باذان:
أبا دلف يا أكذب النّاس كلّهم # سواي فإنّي في مديحك أكذب
و نظر رجل إلى أبي هفان يحدث آخر فقال: فيم تكذبان؟فقالا: في مدحك.
من لا يأثم هاجيه
ورد في الحديث: اذكروا الفاسق بما فيه. و قيل: لا غيبة للفاسق.
قال عبدان:
و قالوا في الهجاء عليك إثم # و ليس الإثم إلا في المديح
لأنّي إن مدحت مدحت زورا # و أهجو حين أهجو بالصحيح
المهجوّ بكلّ لسان
ذكر أعرابي قوما، فقال: قد سلخت أقفاؤهم بالهجاء و دبغت جلودهم باللؤم.
لباسهم في الدنيا الملامة و زادهم في الأخرى الندامة.
[1] آثم المغتاب: أوقعه في الإثم.