responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 394

عليها، فقالت لها: إنهم لحسنك و نظافتك ينفثون عليك مخافة العين، أعيذك باللّه.

و قال أعرابي:

يا ربّ ما لي لا أحبّ حشوده # و كلّ خنزير يحبّ ولده‌

اعجاب المرء بأبيه‌

في المثل: كلّ فتاة بأبيها معجبة. و قيل: من يطل أير أبيه ينتطق به. و حضر صالح العباسي مجلس المنصور و كان يحدثه و يكثر من قوله أبي رحمه اللّه، فقال له الربيع: لا تكثر الترحم على أبيك بحضرة أمير المؤمنين، فقال له: ألومك فإنك لم تذق حلاوة الآباء. فتبسم المنصور و قال هذا جزاء من تعرض لبني هاشم.

و قال أبو العيناء: ما أخجلني أحد كما أخجلني ابن صغير لعبد الرحمن بن رجاء قلت له يوما أ يبيعك أبوك منّي فإني أريد ابنا مثلك، فقال: البيع لا يمكن إن شئت أحمل أبي على امرأتك لتأتيك بولد مثلي.

و مرّ الأخطل بالفرزدق و هو صبي فقال: أ يسرّك أن أكون أباك فقال: و لكن يسرني أن تكون أمي ليأكل أبي من أطائبك.

تفضيل كبار الولد و صغاره‌

قيل: من سرّه بنوه ساءته نفسه و بذلك ألم الشاعرى فقال:

نشا بنيّ فكان مثلى # يلبس ما قد نزعت عنّي‌ [1]

فسرّني ما رأيت منه # و ساءني ما رأيت منّي‌

و قال:

إنّ بنيّ صبية صيفيّون # أفلح من كان له ربعيّون‌

و قيل: كان بين عمرو بن العاص و بين ابنه عبد اللّه اثنا عشر سنة في السن و لا يعلم أحد كان بينه و بين أبيه هذا القدر. فأما من بينه و بين أبيه أربع عشرة سنة فعددهم كثير.

و قال حماد بن إسحاق بن إبراهيم كان أبي أكبر مني بأربع عشرة سنة و أنا أكبر من ابني بأربع عشرة سنة و الموفق أكبر من المعتضد بأربع عشرة سنة. و قال أنوشروان لرجل هرم:

رآه يعمل هلا أدلجت؟فقال: أدلجت و لكني أضللت و الخبر مذكور في فصل النكاح و قيل ابنك ريحانك سبعا و خادمك سبعا ثم يصير عدوا ظاهرا أو شريكا مظاهرا و قيل لرجل أبطأ في التزوج فقال: أريد أن أسبق أولادي في اليتم قبل أن يسبقوني في العقوق.

فضل الابن‌


[1] نشا: مخفّف نشأ يقول كان ابني مثلي في نشأته، أفرح بما أراه منه و إستاء ممّا أراه منّي قولا و عملا.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست