responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 369

مدح إهانة النفس حيث تحمد

مدح أعرابي رجلا فقال: كان يهين نفسا كريمة لقومه و لا يبقي لغد ما وجد في يومه.

قالت الخنساء [1] :

نهين النفوس و هون النفو # س يوم الكريهة أوفى لها

و يروى عن الشافعي رضي اللّه عنه:

أهين لهم نفسي لأكرمها بهم # و لن تكرم النفس التي لا تهينها

ما جاء في الفتوّة

قيل: الفتوة طعام موضوع و نائل مبذول و بشر مقبول و عفاف معروف و أذى مكفوف، و جاء جماعة إلى حسان فقالوا من الفتى؟فقال:

إن الفتى لفتى الهواجر و الثرى # و فتى الطّعان و مدره الحدثان‌ [2]

ذاك الفتى إن كان كهلا أو فتى # ليس الفتى بمنعم الشبان‌

المروءة

قال معاوية لقرشي: ما المروءة؟قال إطعام الطعام و ضرب الهام. و قال ذلك لثقفي فقال: هي تقوى اللّه و إصلاح المعيشة. فقال لعمرو اقض بينهما. فقال: أما ما قال القرشي فهو المروءة و قد أجاد الثقفي و لم يصب و لكن من بدأ بكلام حسن زيّن بذلك سائر كلامه.

و إن المروءة أن تعطى من حرمك و تعفو عمن ظلمك.

و قال عبد اللّه بن عباس المروءة أن تحقق التوحيد و تركب المنهج السديد و تستدعى من اللّه المزيد، و قيل جماع المروءة في قول اللّه تعالى: إِنَّ اَللََّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ اَلْإِحْسََانِ وَ إِيتََاءِ ذِي اَلْقُرْبى‌ََ وَ يَنْهى‌ََ عَنِ اَلْفَحْشََاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [3] .

و قيل لعمرو بن العاص ما المروءة؟فقال: العفة عما حرم. و قيل للأحنف ذلك فقال: أن لا تعمل في السرّ ما يستحيا منه في العلانية.

و قيل له مرة أخرى فقال: اجتناب الريب‌ [4] فإنه لا ينبل مريب، و إصلاح المال فلا مروءة لمحتاج، و القيام بحوائج الأهل فلا مروءة لمن يحتاج قومه إلى غيره، و قيل: لآخر


[1] الخنساء: من شواعر العرب المخضرمات، عاشت في الجاهلية و أدركت الإسلام و أكثر شعرها في رثاء أخويها صخر و معاوية.

[2] الهواجر: جمع هاجرة، حرارة الظهر نصف النهار-السرى: السير في اللّيل-يقول: إن الفتى الحقّ هو الجري‌ء المقدام الذي يواجه حرّ الهجير بعيدا عن المذلّة و الصّغار.

[3] القرآن الكريم: النّحل/90.

[4] اجتناب الريب: أي الإعراض عن مواقف الارتياب و الشكّ.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست