responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 319

الثالث: ما في الأرض أفضل منكما، أنا ما اشتهيت أن يفعل بي أحد خيرا قط. و قال عبد الملك للحجاج: صف نفسك فليس العاقل إلاّ من عرف نفسه. فقال: أنا حديد حقود حسود.

حمد الغبطة و ذمّها

روي في الخبر: المؤمن يغبط [1] و المنافق يحسد. و روي أنّ النبي صلّى اللّه عليه و سلم سئل: أ يضرّ الغبط؟قال: نعم كما يضرّ الورق الخبط [2] .

(6) و مما جاء في التواضع و الكبر

ما حدّ به التواضع و الكبر

قيل لبعضهم: ما التواضع؟قال: أخلاق المجد و اكتساب الود. فقيل ما الكبر؟قال:

اكتساب البغض، و قيل لأزدشير: ما الكير؟فقال: اجتماع الرذائل لم يدر صاحبها أين يضعها فيصرفها إلى الذم.

فضل التواضع و الحثّ عليه‌

قال النبي صلّى اللّه عليه و سلم: طوبى لمن تواضع التواضع أحد مصائد الشرف، من لم يتضع عند نفسه لم يرتفع عند غيره و في الثمل تواضع الرجل في مرتبته زبّ للشماتة عند سقطته، و قيل: من وضع نفسه دون قدره رفعه الناس فوق قدره و من رفعها عن حده وضعه الناس دون قدره، و قيل لبزرجمهر: هل تعرف نعمة لا يحسد عليها؟قال: نعم التواضع فقيل:

هل تعرف بلاء لا يرحم صاحبه؟قال: نعم الكبر.

فضل كبير متواضع‌

قال ابن عباس رضي اللّه عنهما: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم يجلس على الأرض و يأكل على الأرض و يعتقل الشاة و يجيب دعوة المملوك و يقول: لو دعيت إلى كراع‌ [3] لأجبت. و كان يحيى بن سعيد خفيف الحال فاستقضاه أبو جعفر فلم يتغير فقيل له: في ذلك فقال: من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال. و لما ورد المرزبان على عمر رضي اللّه عنه فاورد باب داره و قرع بابه فقيل: أنه قد خرج آنفا فكانوا يسألون عنه فيقولون مر من هاهنا آنفا،


[1] يغبط: من غبطه غبطا و غبطة: عظم في عينه و تمنّى مثل حاله دون أن يريد زوالها عنه فهو غابط.

[2] الخبط: الضرب، و الخبط أيضا ورق الشجر المضروب بالمخابط.

[3] الكراع من البقر و الغنم: بمنزلة الوظيف من الفرس و هو مندق الساق و المراد بقوله: دعيت إلى كراع أي أكلة كراع.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست