responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 309

و في كتاب كليلة: لا تأمنن عدوّك على مكنون سرّك فكمون عداوته ككمون الجمر في الرماد إذا وجد فرصة اشتعل.

ثبات العداوة الجوهريّة

في كتاب كليلة: ليس بين العداوة الجوهرية صلح و إن اجتهد فالماء و إن أطيل إسخانه فليس يمتنع من إطفاء النار إذا صبّ عليها. و حكي أنّ أعرابيا أخذ جر و ذئب فربّاه بلبن شاة عنده، و قال: إذا ربيته مع الشاة يأنس بها فيذبّ عنها و يكون أشد من الكلب و لا يعرف طبع أجناسه، فلما قوي وثب على شاته فافترسها، فقال الأعرابي:

أكلت شويهتي و نشأت فينا # فما أدراك أنّ أباك ذيب‌ [1]

و روي أن النبي صلّى اللّه عليه و سلم قال: الودّ و العداوة يتوارثان، و قيل: لكل حريق مطفئ فللنّار الماء و للئيم العداوة و للحزين الصبر و ليس للحقد الغريزي دواء.

المسرّة بوقوع المعاداة بين أعدائك‌

في كتاب كليلة: من حق العاقل أن يرى معاداة بعض عدوه لبعض ظفرا حسنا. ففي اشتغال بعضهم ببعض خلاصه منهم و في الأدعية المجمع عليها: اللهمّ أخذل الكافرين و أوقع بينهم العداوة و البغضاء.

دنى‌ء يعاديك بلا سبب‌

قال عبد الصمد:

ربّ من يشجيه أمري # و هو لم يخطر ببالي

قلبه ملآن من ذكري و قلبي منه خال‌

قال الموسوي:

و اتعب من ناداك من لا تجيبه # و أغيظ من عاداك من لا تشا

تأسّف من يعاديه لئيم أو دني‌ء

قال علي بن الجهم:

بلاء ليس يشبهه بلاء # عداوة غير ذي حسب و دين

يبيحك منه عرضا لم يصنه # و يرتع منك في عرض مصون‌

و لما حاصر المنصور ابن هبيرة بعث إليه ابن هيبرة أن يبارزني فقال: لا أفعل فقال ابن هبيرة [2] لأشهرنّ امتناعك و لأعيّرنك به فقال المنصور مثلنا ما قيل: إن خنزيرا بعث


[1] الشويهة: الشاة الصغيرة-ذيب: مخفّف ذئب.

[2] ابن هبيرة: أبو المثنّى عمر قائد أموي ولاّه يزيد بن عبد الملك العراق و خراسان. مات سنة 110 هـ (728 م) ، قتله السفّاح.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست