responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 303

و لربّ مأخوذ بذنب صديقه # و نجا المقارف صاحب الذّنب‌

فقال: أعز اللّه الأمير كتاب اللّه أولى ما اتبع. قال اللّه تعالى: مَعََاذَ اَللََّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلاََّ مَنْ وَجَدْنََا مَتََاعَنََا عِنْدَهُ [1] فقال الحجاج: صدقت يا غلام رد اسمه و أثبت رسمه و سن عطاءه.

و قال الحسن رضي اللّه عنه: عقر الناقة رجل واحد و لكن عم القوم بالعذاب لما رضوا بفعله. و قيل لرجل ما فعلت حتى ضربك السلطان؟فقال:

و إن امرأ يمسي و يصبح سالما # من النّاس إلا ما جنى، لسعيد

عذر من بدر منه سخط

قال البحتري:

إذا أحرجت ذا كرم تخطّى # إليك ببعض أخلاق اللئام‌

عذر من عاتب على صغير

قال رجل من بني يشكر:

تعفو الملوك عن العظيم من الذّنوب لفضلها # و لقد تعاقب في اليسير و ليس ذاك لجهلها

لكن ليعرف فضلها # و يخاف شدّة نكلها [2]

فضل غلبة الخصم بالحجّة دون البطش‌

قال معاوية رضي اللّه عنه عجبت لمن يطلب أمرا بالغلبة و هو يقدر عليه بالحجّة و لمن يطلبه بخرق و هو يقدر عليه برفق. و لمّا ظهر ماني الزنديق في أيام سابور بن أزدشير و دعا الناس إلى مذهبه، فأخذه سابور قال له نصحاؤه: اقتله، قال: إن قتلته من غير أن قطعته بالحجة قال عامة الناس بقوله، و يقولون ملك جبار قتل زاهد و لكني أحاجه فإذا غلبته بالحجة قتلته، ففعل ثم حشا جلده تبنا و صلبه.

(4) و ممّا جاء في العداوات‌

الاحتراس من غرس العداوة

قيل: لا تشتر عداوة رجل واحد بمودة ألف رجل. و في كتاب كليلة لا ينبغي للعاقل أن تحمله ثقته بقوته على أن يجتر العداوة كما لا يجب لصاحب الترياق أن يشرب السم اتكالا على أدويته. و قيل: توسّد النار و افتراش الأفاعي أقل غائلة ممن أوجس عداوتك فيروح بها.


[1] القرآن الكريم: يوسف/79.

[2] النكل: من نكل نكلة بفلان: صنع به صنيعا يحذّر به غيره إذا رآه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست