responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 257

حجب عليه، حجب اللّه عنه يوم القيامة، فقال عمر رضي اللّه عنه لحاجبه: الزم بيتك فما رئي بعدها على بابه حاجب.

و قال: لا شي‌ء أضيع للمملكة و أهلك للرعية من شدّة الحجّاب للوالي، و لا أهيب للرعية و العمال من سهولة الحجاب. لأن الرعية إذا وثقوا بسهولة الحجاب أحجموا عن الظلم، و إذا وثقوا بصعوبته هجموا على الظلم.

و قيل: يحجب الوالي لسوء فيه أو لبخل منه ثم أنشد:

و السّتر دون الفاحشات و لا # يلقاك دون الخير من ستر

وصايا الحجّاب‌

قال زياد لحاجبه: أني ولّيتك هذا الباب و عزلتك عن أربع، هذا المنادي إذا دعاني إلى الصلاة فلا سبيل لك عليه، و عن طارق ليل فسر ما جاء به و لو جاء بخير ما كنت من حاجته في ذلك الوقت، و عن هذا الطبّاخ إذا فرغ من طعامه فإن الطعام إذا أعيد عليه الطعام فسد، و عن رسول صاحب الثغر [1] فإنه إن أبطأ ساعة ربّما يفسد أمر سنة.

و لما استخلف المنصور ولي الخصيب على حجابته فقال له: إنك بولايتي عظيم القدر و بحجابتي عريض الجاه. فبقها على نفسك ابسط وجهك للمستأذنين و صن عرضك عن تناول المحجوبين فما شي‌ء أوقع في قلوبهم من سهولة الحجاب و الأذن و طلاقة الوجه.

و قال الرشيد لحاجبه: احجب عنّي من إذا قعد أطال و إذا سأل أحال و لا تستخفنّ بذي الحرمة و قدّم أبناء الدعوة.

الحثّ على تشديد الأذن‌

قال أزدشير لابنه: لا تمكن الناس من نفسك، فاجرأ الناس على السباع أكثرهم معاينة لها. و قيل: لا بد للسلطان من وزعة [2] ، و قيل لبعض السلاطين: لم لا تغلق الباب و تقعد عليه الحجاب فقال: إنما ينبغي أن أحفظ أنا رعيتي لا أن يحفظوني.

الحثّ على إصلاح الحاجب و البوّاب و وصف ما يجب أن يكونوا عليه من الأحوال‌

قال يزيد بن المهلب لابنه: استظرف الكاتب و استعقل الحاجب. و قال عبد الملك لأخيه: تفقد كاتبك و حاجبك و جليسك فالغائب يخبره عنك كاتبك و الوافد عليك يعرفك بحاجبك، و الخارج من عندك يعرفك بجليسك.


[1] الثغر: المدينة أو البلدة في أطراف الدولة و التي يخشى دخول العدوّ منها.

[2] وزعة: جمع وازع، أعوان الملك و شرطه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست