responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 254

من ردّت شهادته لبلهه‌ [1]

قال سوار: لا أعلم أحدا أفضل من عطاء السلميّ و لو شهد عندي بفلس ما أجزت شهادته لأنه ليس بحازم. و قال كثير من الفقهاء: لا نقبل شهادة الوهم و الأبله لا شهادة له.

من عارض من الخصوم الحاكم في الشاهد عليه فردّ شهادته‌

شهد رجل عن شريح فقال المشهود عليه: أتقبل شهادته و إن أحبّ الأشياء إليه الخبز و اللحم، فتوقف في إمضاء شهادته. فقيل له: لم توقفت؟فقال: أنه يعني أنه يشهد بأكلة. و شهد رجل عند سوّار بمال على آخر فقال: سوّار تارس أم رامح؟فقال تارس، فقال ذاك شرّ له سأعيد المسألة عنه.

و إنما أراد أنه مأبون فتعجّب الحاضرون من حيلة الرجل و فطانة سوّار لمراده.

الممتنع من إقامة شهادة زور

استشهد محمد بن الفرات أيام وزارته علي ابن عيسى بغير حق، فلم يشهد له. فلما عاد إلى بيته كتب إليه: لا تلمني على نكوصي عن نصرتك بشهادة زور فإنه لا اتفاق على نفاق و لا وفاء لذي مين‌ [2] و اختلاف، و أحرى بمن تعدّى الحق في مسرتك إذا رضي أن يتعدى الباطل في مساءتك.

و كان المتنبّي أشار إلى هذا المعنى بقوله:

لقد أباحك غشا في معاملة # من كنت منه بغير الصدق تنتفع‌

شهود زور

قال سهل بن دارم: كان بالبصرة شيوخ يشهدون بالزور و شرط بعضهم درهم و آخرون يشهدون و شرطهم أربعة. و آخرون شرطهم عشرون درهما. فسألت عن ذلك، فقال:

أصحاب الدرهم يشهدون و لا يحلفون، و أصحاب الأربعة يشهدون و يحلفون، و أما أصحاب العشرين فيشهدون و يحلفون و يبهتون.

و كان شيخ في المعدلين يشهد بطفيف‌ [3] يهدى إليه فجاءه رجل بدرهمين و سأله شهادة فقال: ما ضربت المشط بأقل من خمسة و لكني أسامحك. قال الشاعر:

ما للعدول أراني اللّه جمعهم # في مرجل مطبق في جوف تنّور

قوم إذا غضبوا كانت سيوفهم # قطع الشهادة بين القوم بالزّور

قال عبد الصمد المعدل‌ [4] :

و كيف تخشى شهادات يقوم بها # ثلاثة شاهدا زور و مجنون‌ [5]


[1] لبلهه: البله ضعف العقل يقال أبله و بلهاء.

[2] مين: كذب، جمع ميون.

[3] طفيف: قليل، صغير.

[4] المعدل: المقيّم و المسوّى.

[5] يتساءل الشاعر كيف يمكن الخوف من شهادات ثلاثة هما مزورّان و مجنون.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست