responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 239

حمد الانقباض‌ [1] عن السلطان‌

قال الأحنف: لا تنقبضوا عن السلطان و لا تتهالكوا عليه فإن من أشرف له أذراه و من تضرع له تخطاه. و قيل: انقبض عن السلطان ما أمكنك فالسلطان ذو عذاب و بدوات، و هو في قلة وفائه لاصحابه و سخاء نفسه عمن فقد منهم مثل البغي و المكتب، كلما ذهب واحد جاء آخر. كان النعمان دعا بحلّة [2] و عنده وفود العرب و قال: احضر و في غد فإني ملبس هذه الحلة أكرمكم فحضر القوم إلا أوسا فقيل له: لم تأخرت؟فقال: إن كنت المراد فإني أدعي و إن كان المراد غيري فأجمل الأشياء أن لا أكون أنا حاضرا فلما جلس النعمان و لم ير أوسا بعث إليه فقال: احضر و أنت آمن فأحضره و ألبسه الحل.

النهي عن الإدلال‌ [3] على السلطان‌

قيل: الدالة تفسد الحرمة و تهدم المنزلة، و قال هشام: إنّ فلانا أدل فأمل و أوجف‌ [4]

فأعجف‌ [5] و لم يدع ليرجع إليه مرجعا و قد مضى في الإخوانيات مثل ذلك.

مخالطة السلطان‌

قيل: جاور ملكا أو بحرا. و قيل: لم يعر من النوك من لم يخدم الملوك، و قيل: من كان وضيع الهمة لم يصبر لدى الملوك على الخدمة. و قال عبد اللّه: من نزع عنا [6] لم ينتفع بنا، و قيل لبعضهم: لا تصحب السلطان، فمثل السلطان مثل القدر من مسه سوّده. فقال:

لئن كان خارج القدر أسود فداخلها لحم كثير و طعام لذيذ.

المتبجّح بمعاضدة [7] السّلطان‌

قال الرشيد ليزيد بن مزيد: في لعب الصوالج: كن مع عيسى بن جعفر، فأبى، فغضب الرشيد و قال: أ تأنف أن تكون معه؟فقال: حلفت على أن لا أكون على أمير المؤمنين في جد و لا هزل، فسكن.

قال بعض الخلفاء لجرير: أني أعددتك لأمر، فقال: إن اللّه تعالى قد أعدّ لك مني قلبا معقودا بنصيحتك، و يدا مبسوطة بطاعتك، و سيفا مشحوذا على عدوّك.


[1] الانقباض: الانكماش.

[2] الحلة: الثوب الجديد، السلاح، يقال لبس المحارب حلّته و بزته.

[3] الإدلال: الاجتراء أدلّ عليه و أخذه من فوق. و يقال هو يدلّ به: يثق به، و أدل بالطريق: عرّفه، و أدلّ عليه: وثق بمحبته.

[4] أوجف: اضطرب-أوجف الفرس: جعله يعدو عدوا سريعا.

[5] أعجف: تجافى-أعجف الدابة: هزلها-أعجف بنفسه على المريض: جرّها على تمريضه.

[6] نزع عنا: انصرف عنّا، مال عنّا-و نزع إلى أهله: اشتاق-نزع الشعر: انحسر عن جانبي جبهته.

[7] معاضدة: مساندة، محالفة.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست