responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 236

النبي صلى اللّه عليه و سلم و قالوا: أخرج إلينا فأنزل اللّه تعالى: إِنَّ اَلَّذِينَ يُنََادُونَكَ مِنْ وَرََاءِ اَلْحُجُرََاتِ أَكْثَرُهُمْ لاََ يَعْقِلُونَ [1] ، و مدح قوما فقال: إِنَّ اَلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوََاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اَللََّهِ أُولََئِكَ اَلَّذِينَ اِمْتَحَنَ اَللََّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى‌ََ [2] ، و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم: للعباس أنا أكبر أم أنت؟فقال:

أنت أكبر و أنا أسنّ. و دخل السيد الحميري على المأمون فقال له المأمون: أنت السيد فقال: بل أنا العبد و أنت السيد. و قال سعيد بن عثمان للطوسي: أيّنا أسن؟فقال: لقد شهدت زفاف أمك المباركة إلى أبيك الطيب لئلا يوهم أمرا.

المنكر عليه لفظه مع سلطان‌

قال بعض أصحاب المأمون لرجل نزل له: يقول لك أمير المؤمنين: اركب. فقال: لا يقال لمثله اركب بل يقال له: انصرف. دخل أبو الحسن المدائني على المأمون فلمّا خرج قال له: رجل عرفني ما جرى بينك و بين أمير المؤمنين فقال: لست بموضع ذلك لأنّك لم تميز بين أن تقدّم ذكر أمير المؤمنين و بين أن تقدّم ذكري. و كان الحسن اللؤلؤي يحضر مجلس المأمون و يجاريه الفقه‌ [3] فنعس المأمون، فقال اللؤلؤي أ نعست يا أمير المؤمنين؟فقال المأمون: سوقي و اللّه يا غلام خذ بيده فجاء الغلام فاقامه، فبلغ ذلك الرشيد فقال متمثلا:

و هل ينبت الخطيّ إلا وشيجه‌ [4]

و قال الأصمعي للرشيد في شي‌ء سأله عن الخبير سقطت فقال: أسقطك اللّه على رأسك.

النهي عن التفوّه بما يظنّ فيه تعريض‌

دعا المنصور جماعة من القراء فقال لأحدهم: اقرأ، فقرأ: أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنََاهُمْ سِنِينَ `ثُمَّ جََاءَهُمْ مََا كََانُوا يُوعَدُونَ `مََا أَغْنى‌ََ عَنْهُمْ مََا كََانُوا يُمَتَّعُونَ [5] فغضب و قال لآخر: اقرأ فقرأ:

كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنََّاتٍ وَ عُيُونٍ [6] فغضب و أخرجه ثم قال لآخر: اقرأ فقرأ: إِنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [7] فأمر له بصلة، و قال المأمون لقارئ عنده: اقرأ فقرأ: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ [8] فأمر أن يجرّ برجله.

دخل أبو النجم على هشام فأنشده:

الحمد للّه الوهوب المجزل‌ [9]


[1] القرآن الكريم: الحجرات/4.

[2] القرآن الكريم: الحجرات/3.

[3] الفقه: العلم، فقه الكلام: فهمه.

[4] وشيجة: الوشيج القرابة الشديدة و شجر الرماح و الرماح ذاتها يقال: «تطاعنوا بالوشيج» .

[5] القرآن الكريم: الشعراء/205.

[6] القرآن الكريم: الدخان/25.

[7] القرآن الكريم: الأحزاب/33.

[8] القرآن الكريم: المائدة/33.

[9] المجزل: الكثير العطاء، أجزل العطاء: أوسعه أو أكثره.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست