responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 230

قوم نزل فيهم، و سئل رجل عن وال فقال: هو. كما قال الشاعر:

و كان إذا أناخ بدار قوم # أبو حسان أورثهم خبالا [1]

و قال عمر رضي اللّه عنه: لا جهل أبغض إلى اللّه من جهل إمام و خرقه.

و تظلّم أهل الكوفة إلى المأمون في وال كان عليهم فقال المأمون: لا أعلم في عمّالي أعدل و أقوم منه. فقام رجل فقال: إن كان عاملنا بهذا الوصف فحق أن تعدل بولايته فتجعل لكلّ بلد منه نصيبا لتسوّي بالعدل بينهم. فإذا فعل أمير المؤمنين ذلك لا يصيبنا منه أكثر من ثلاث سنين. فضحك و عزله.

و قال المنصور يوما: من بركتنا على المسلمين أن الطاعون رفع عنهم في أيامنا، فقال بعض الحاضرين: ما كان اللّه ليجمع علينا ولايتكم و الطاعون. و بلغ من تمرّد يوسف بن عمر أنّه نادى أن لا يضرب‌ [2] أحد في دار الضرب درهما ينقص عن العيار حبّة، فما فوقها، إلا ضربته ألف سوط فضرب مائة رجل فقالوا: ضرب مائة ألف سوط في حبّة.

و عدّ في سيئات الحجاج أنّه قتل صبرا مائة ألف و عشرة آلاف رجل سوى من قتل في عساكره. و مات في الحبس ثمانون ألفا منها ثلاثون ألف امرأة.

و قال عمر بن عبد العزيز [3] رضي اللّه عنه: لو جاءت يوم القيامة الفرس بأكاسرتها و الروم بقياصرتها و جئنا بالحجّاج لغلبناهم به.

ذمّ إمارة الصّبيان و النّساء

لما مات كسرى، و أخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم، به، قال: من استخلفوا؟فقالوا: بنيّته بوران.

قال: لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة.

و قال أمير المؤمنين عليّ كرم اللّه وجهه: سيأتي على النّاس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل‌ [4] ، و لا يظرف فيه إلا الفاجر، و لا يضعف فيه إلا المنصف، يتخذون الفي‌ء مغنما، و الصدقة مغرما [5] ، فحينئذ يكون سلطان النساء و مشاورة الإماء و إمارة الصبيان.

و قيل: إنّ البوم أراد التزوج، و كان الهدهد دلالا فأتاه و قال: إنهم ضمنوا لك خمس قرى عامرة و خمس قرى غامرة [6] . فقال: لا حاجة لي في العمران. فقال: خذها فولايتها


[1] أناخ بدار قوم: نزل بها-الخبال: العناء و الفساد.

[2] ضرب يضرب الدراهم: سبكها و طبعها.

[3] عمر: لعلّه يعني عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين-عمر بن عبد العزيز: من الخلفاء الأمويين، و عرف بتقواه و تسامحه.

[4] الماحل و الممحل: من محل المكان إذا أجدب، و الماحل مجازا الخصم المجادل.

[5] الغرم: الغرامة و هي خلاف المغنم و هي ما يلزم أداؤه من المال على كره و المغرم الضرر.

[6] الغامرة: أي الخربة.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست