responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 177

نوادر العرب فيما سمعوه من القرآن‌

قيل لأعرابي اقرأ: يََا أَيُّهَا اَلْكََافِرُونَ [1] ، فقال: أدخلت يدك في الجراب فأخرجت شيئا فيه صعود و هبوط هات غيرها. و قيل لآخر: ما تقرأ في صلاتك؟قال أمّ القرآن و نسبة الربّ و هجاء أبي لهب.

و قيل لآخر: ما قرأ إمامكم البارحة في صلاته؟فقال: أوقع بين موسى و هارون شراشر [2] .

و سمع آخر رجلا يقرأ: الأعراب أشد كفرا و نفاقا فقال: لقد هجانا. ثم سمعه يقرأ بعده و من الأعراب من يؤمن باللّه و اليوم الآخر، فقال: لا بأس هجاء و مدح هذا كما قال الشاعر:

هجوت زهيرا ثمّ إنّي مدحته # و ما زالت الأشراف تهجى و تمدح‌

و سمع آخر قوله تعالى: وَ فِي اَلسَّمََاءِ رِزْقُكُمْ وَ مََا تُوعَدُونَ [3] فقال: و أين السلم إليه؟ و سرق أعرابي غاشية سرج، فدخل مسجدا فقرأ الإمام: هَلْ أَتََاكَ حَدِيثُ اَلْغََاشِيَةِ [4] ، فقال: أسكت قد أخذت في الفضول، فقرأ الإمام: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خََاشِعَةٌ [5]

فقال ها هي غاشيتكم، فلا تخشعوا وجهي.

من غيّر حرفا من القرآن فأتى بنادرة لمّا روجع‌

قال الحجّاج لامرأة من الخوارج اقرئي شيئا من القرآن فقرأت: إِذََا جََاءَ نَصْرُ اَللََّهِ وَ اَلْفَتْحُ `وَ رَأَيْتَ اَلنََّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اَللََّهِ أَفْوََاجاً [6] فقال: ويحك يدخلون، قالت: قد دخلوا و أنت تخرجهم.

و قرأ أعرابي: إنا بعثنا نوحا إلى قومه. فقيل: إنما هو أرسلنا، فقال ما بينهما إلا لجاجك. و قرأ آخر: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ `وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقََالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ [7] فقالوا له: قد غيرت فقال:

خذوا أنف هرشى أو قفاها فإنّه # كلا جانبي هرشى لهنّ طريق‌

بعض ما جعلته العرب قرآنا

قرأ أعرابي في صلاته: الفيل و ما أدراك ما الفيل له ذنب طويل و مشفر وئيل‌ [8] و إنه من خلق ربنا لقليل، اللّه أكبر.


[1] القرآن الكريم: الكافرون/1.

[2] الشراشر: النفس، يقال: ألقى عليه شراشره أي أحبّه حتى استهلك في حبّه.

[3] القرآن الكريم: الذاريات/22.

[4] القرآن الكريم: الغاشية/1.

[5] القرآن الكريم: الغاشية/2.

[6] القرآن الكريم: النصر/1 و 2.

[7] القرآن الكريم: الزلزلة/7 و 8.

[8] المشفر الوئيل: من وأل يئل وئيلا من كذا إذا طلب النجاة منه.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست