responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 160

(14) و ممّا جاء في السر

المنع من إظهار السرّ قبل تمامه‌

قيل: استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان، فإن كلّ ذي نعمة محسود.

و قيل: من وهي‌ [1] الأمر إعلامه قبل إحكامه. و قيل: من حصّن سرّه أمن ضرّه.

الحثّ على حفظ السرّ

قيل: من لم يكتم السرّ فقد استكمل الجهل.

و سمع ابن المقفع قول الشاعر:

إذا جاوز الاثنين سرّ فإنّه # يبثّ و تكثير الحديث قمين‌ [2]

فقال: أراد بالاثنين الشفتين، و يدلّ على ذلك قول الآخر:

فلا تفش سرّك إلا إليك # فإنّ لكلّ نصيح نصيحا

و في المثل: اجعل هذا في وعاء غير ذي سرب. سرّك من دمك، فانظر أين تريقه.

و قيل: من أفشى سرّه كثر المتأمرون عليه. قال الصلتان:

سرّ الثلاثة غير الخفي‌

المستوخم عاقبة إفشاء السرّ

لما ولّى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه، قدامة بن مظعون بدل المغيرة أمره أن لا يخبر أحدا. فلم يكن له زاد فتوجّهت امرأته إلى دار المغيرة، فقالت: أقرضونا زاد الراكب، فإنّ أمير المؤمنين ولّى زوجي الكوفة، فأخبرت امرأة المغيرة زوجها، فجاء إلى عمر رضي اللّه عنه و استأذن عليه، و قال: يا أمير المؤمنين ولّيت قدامة الكوفة و هو رجل قويّ أمين. فقال: و من أخبرك؟قال نساء المدينة يتحدّثن به، فقال: اذهب و خذ منه العهد.

من يكره اطلاعه على السرّ

قيل: لا تطلعوا النساء على سرّكم تصلح أموركم. و قيل: ما كتمته عدوّك فلا تطلع عليه صديقك.


[1] الوهي: الضعف و الوهن و التهافت.

[2] قمين: جدير.

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست