اسم الکتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 8
الصافية، و نعرف من شعره أنه فقد، في مرحلة التحصيل العلمي هذه، والده الذي كان يعينه فقال من قصيدة:
و إن ممّا قراني حسرة و أسى # و ضاقني الكرب من جرّاه و الوجع
أن عاقني شحط دار عن تفقّده # حتى مضى و هو عن ذكراي ملتذع
يا حسرتا إنني لم أرو غلّته # و غلّتي بزمان فيه نجتمع
قد كنت أشكو فراقاً قبل منقطعاً # و كيف لي بعده بالعيش منقطع
هذه المرحلة، مرحلة التحصيل العلمي، كانت من أهم مراحل حياته العلمية الحافلة، حيث نضج فيها عقله، و قويت ملكاته، و وضحت شخصيته، و حصّل الكثير من العلوم الإسلامية فنبغ في الأدب: شعره و نثره حيث طارت فيها شهرته، فاتّصل بالملوك و الوزراء و رجالات الدولة يمدحهم و يتقرّب إليهم لينال منصباً يضمن له المال و الجاه لكنه مني بالخيبة و تحسّر من هذه الدنيا التي تضع العالم و ترفع الجاهل فقال:
يا حسرتا من لي بصفقة رابح # في متجر و الفضل رأس المال
يا ويح أهل العلم كيف تأخروا # و السّبق كل السّبق للجهّال
فإلى إلهي المشتكى و بصنعه # دون الأنام منوطة آمالي
بعد أن تكاملت شخصية الزمخشري العلمية، بدأ بتطوير صلاته الاجتماعية التي بدأها بالتقرب من رجالات الدولة ثم أتبعها برحلاته إلى مكة و اليمن و أكثر أنحاء الجزيرة و الشام ليعود بعدها إلى وطنه و قد استفاد من أهل العلم و الفضل و أفاد، و نستخلص من شعره أنه عاش في هذه الفترة حياة استقرار نسبي فتزوّج، غير أنه لم يوفّق في زواجه فقال:
تزوّجت لم أعلم و أخطأت لم أصب # فيا ليتني قد متّ قبل التزوّج
فو اللّه ما أبكي على ساكني الثرى # و لكنني أبكي على المتزوّج
و قد استبدل مكتبه و تلاميذه بالحياة الزوجية فقال:
و حسبي تصانيفي و حسبي رواتها # بنين بهم سيقت إليّ مطالبي
اسم الکتاب : ربيع الأبرار و نصوص الأخبار المؤلف : الزمخشري الجزء : 1 صفحة : 8