responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 84

عنهم، فحملوا على الناس و فرقوهم، ثم دخلوا على عثمان رضي اللّه تعالى عنه، فقال له علي رضي اللّه تعالى عنه: السلام عليك يا أمير المؤمنين، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لم يلحق هذا الأمر حتى ضرب بالمقبل المدبر، و إني و اللّه لا أرى القوم إلا قاتليك فمرنا فلنقاتل، فقال عثمان: أنشد اللّه رجلا رأى للّه عزّ و جلّ عليه حقا، و أقر أن لي عليه حقا، أن يهريق بسببي مل‌ء محجمة من دم، أو يهريق دمه في. فأعاد علي عليه القول، فأجابه بمثل ما أجابه، قال فرأيت عليا رضي اللّه تعالى عنه خارجا من الباب، و هو يقول: اللهم إنك تعلم أنا قد بذلنا المجهود. ثم دخل المسجد فاقتحموا على عثمان رضي اللّه تعالى عنه الدار، و المصحف بين يديه، فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيته، فقال له عثمان رضي اللّه تعالى عنه: أرسل لحيتي يا بن أخي فو اللّه لو رأى أبوك مقامك هذا لساءه. فأرسل لحيته و ولى، فضربه بتار بن عياض و سودان بن حمران بسيفيهما فنضح الدم على قوله‌ [1] تعالى: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللََّهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ و جلس عمرو بن الحمق على صدره، و ضربه حتى مات. و وطئ عمير بن صابي على بطنه، فكسر له ضلعين من أضلاعه.

و روى الإمام أحمد عن كعب بن عجرة رضي اللّه تعالى عنه، قال: «ذكر [2] رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتنة و عظمها و قربها، ثم مر رجل مقنع في ملحفة، فقال: هذا يومئذ على الحق فإذا هو عثمان رضي اللّه تعالى عنه» . و روى‌ [3] الترمذي معناه فقال: «هذا يومئذ على الهدى» . و قال إنه حديث حسن صحيح.

و كان لأمير المؤمنين عثمان رضي اللّه تعالى عنه شيئان ليسا لأبي بكر و لا لعمر رضي اللّه تعالى عنهما، صبره على نفسه حتى قتل مظلوما، و جمعه الناس على المصحف. قاله ابن مهدي و غيره.

و قال المدائني: قتل رضي اللّه تعالى عنه يوم الأربعاء بعد العصر، و دفن يوم السبت قبل الظهر. و قيل يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس و ثلاثين. و قال المهدوي:

قتل في وسط أيام التشريق و أقام ثلاثة أيام، لم يدفن و لم يصل عليه و قيل صلّى عليه رضي اللّه تعالى عنه جبير بن مطعم. و دفن رضي اللّه تعالى عنه ليلا. و اختلف في مدة الحصار فقيل: أكثر من عشرين يوما، و قيل تسعة و أربعون يوما، قاله الواقدي، و قال الزبير بن بكار و غيره: ثمانون يوما.

و كانت خلافته رضي اللّه تعالى عنه اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما، و قتل رضي اللّه تعالى عنه و هو ابن ثمانين سنة، قاله ابن إسحاق. و قال غيره كانت خلافته إحدى عشرة سنة و أحد عشر شهرا و أربعة عشر يوما و قتل رضي اللّه تعالى عنه و عمره ثمان و ثمانون سنة. و قيل كانت خلافته اثنتي عشرة سنة و قتل و هو ابن اثنتين و ثمانين سنة و قيل ابن ثلاث و ثمانين سنة و قيل تسعين و قيل غير ذلك و اللّه أعلم.

خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه‌

ثم قام بعده بالامر أمير المؤمنين علي رضي اللّه تعالى عنه. بويع له بالخلافة يوم قتل عثمان


[1] سورة البقرة: الآية 137.

[2] رواه الترمذي في المناقب: 18، و ابن ماجة في المقدمة: 1. و أحمد: 4/226، 243.

[3] رواه الترمذي في المناقب: 18.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست