responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 83

رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى الربذة و لم يرده أبو بكر و لا عمر فرده عثمان رضي اللّه تعالى عنهم. قيل: إنما رده بإذن من النبي صلى اللّه عليه و سلم، قاله غير واحد. ولى مصر عبد اللّه بن أبي‌ [1] سرح، و أعطى أقاربه الأموال فكان ذلك مما نقم عليه الناس، فلما كانت سنة خمس و ثلاثين، قدم المدينة مالك الأشتر [2]

النخعي في مائتي رجل من أهل الكوفة، و مائة و خمسين من أهل البصرة و ستمائة من أهل مصر، كلهم مجمعون على خلع عثمان رضي اللّه تعالى عنه من الخلافة، فلما اجتمعوا في المدينة سير إليهم عثمان رضي اللّه تعالى عنه المغيرة بن شعبة [3] و عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنهما، يدعوهم إلى كتاب اللّه و سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فردوهما أقبح رد، و لم يسمعوا كلامهما. فبعث إليهم عليا رضي اللّه تعالى عنه فردهم إلى ذلك، و ضمن لهم ما يعدهم به عثمان رضي اللّه تعالى عنه، و كتبوا على عثمان كتابا بإزاحة عللهم، و السير فيهم بكتاب اللّه عزّ و جلّ، و سنة نبيّه صلى اللّه عليه و سلم، و أخذوا عليه عهدا بذلك، و أشهدوا على علي رضي اللّه تعالى عنه أنه ضمن ذلك، و اقترح المصريون على عثمان رضي اللّه تعالى عنه عزل عبد اللّه بن أبي سرح، و تولية محمد بن أبي بكر فأجابهم إلى ذلك و ولاه و افترق الجمع كل إلى بلده، فلما وصل المصريون إلى إيلة وجدوا رجلا على نجيب لعثمان رضي اللّه تعالى عنه و معه كتاب مختوم بخاتم عثمان، مصطنع على لسانه، و عنوانه من عثمان إلى عبد اللّه بن أبي سرح و فيه إذا قدم محمد بن أبي بكر و معه فلان و فلان فاقطع أيديهم و أرجلهم و ارفعهم على جذوع النخل، فرجع المصريون و رجع البصريون و الكوفيون لما بلغهم ذلك و أخبروه الخبر فحلف عثمان رضي اللّه تعالى عنه أنه ما فعل ذلك، و لا أمر به، فقالوا: هذا أشد عليك يؤخذ خاتمك و نجيب من إبلك و أنت لا تعلم. ما أنت إلا مغلوب على أمرك!ثم سألوه أن يعتزل فأبى، فأجمعوا على حصاره فحاصروه في داره، و كان من أكبر المؤلبين عليه محمد بن أبي بكر. و كان الحصار في سلخ شوال، و اشتد الحصار، و منع من أن يصل إليه الماء قال أبو أمامة الباهلي رضي اللّه تعالى عنه: كنا مع عثمان و هو محصور في الدار، فقال: «و بم يقتلوني؟سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول‌ [4]

لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث رجل كفر بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير حق فيقتل بها، فو اللّه ما أحببت بديني بدلا، منذ هداني اللّه تعالى، و لا زنيت في جاهلية و لا إسلام، و لا قتلت نفسا بغير حق فبم يقتلوني» ؟رواه الإمام أحمد.

و عن شداد بن أوس رضي اللّه تعالى عنه أنه قال «لما اشتد الحصار بعثمان رضي اللّه تعالى عنه، يوم الدار رأيت عليا رضي اللّه تعالى عنه خارجا من منزله معتما بعمامة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، متقلدا بسيفه و أمامه ابنه الحسن و عبد اللّه بن عمر في نفر من المهاجرين و الأنصار، رضي اللّه تعالى


[1] هو عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح القرشي فاتح افريقية و فارس بني عامر، ولي مصر سنة 25 هـ-، اعتزل الفتنة أيام صفين. مات سنة 37 هـ- في عسقلان.

[2] هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي من الأمراء، شهد اليرموك، و كان فيما بعد ممن حرضوا ضد عثمان و ثاروا ضده و شهد صفين و الجمل مع علي. له شعر جيد. مات سنة 37 هـ-.

[3] المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي صحابي من الدهاة. شهد فتح الشام و العراق، و تولى البصرة و اعتزل الفتنة أيام صفين. مات سنة 50 هـ-.

[4] رواه أحمد: 6/205.

اسم الکتاب : حياة الحيوان الكبري المؤلف : الدميري    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست